ضحاياه من الأطفال والرضع والنساء.. رصاص الميليشيات الراجع ينشر الموت في صنعاء
كشف الدكتور عبد العليم غالب اليوسفي، أخصائي جراحة في مستشفى الكويت بصنعاء، أن المستشفى استقبل منذ مطلع شهر اكتوبر، ما يزيد على ثمانين حالة تعاني إصابات جراء تعرضها للطلقات النارية الساقطة من السماء،
ونوه اليوسفي في تصريحات نقلتها عنه يومية «الخليج» إلى من ضمن هذه الحالات ستة من الأطفال الرضع، و15 من النساء والفتيات.
وفي غرفة بالمستشفى الجمهوري في صنعاء، يرقد «احمد ناصر الفارعي»، الشاب البالغ من العمر 23عاماً، منذ ما يزيد على ثلاثة أيام في حالة «موت سريري»، بعد أن عجز الأطباء عن استخراج رصاصة، ساقطة من السماء، أطلقها مسلح حوثي استقرت في رأسه ليتحول الشاب العشريني إلى مجرد رقم في سجل هامشي مكتظ بضحايا ما دُرج على توصيفه «بالرصاص الراجع»، وهي أعقاب الطلقات النارية الفارغة، الساقطة من السماء، والتي أضحت سبباً إضافياً لحصد أرواح الكثير من الأبرياء، الذين يتصدرون قائمة ضحايا الميليشيات الانقلابية المنسيين في اليمن.
واعتبر والد الشاب الضحية أحمد الفارعي، الذي التقته «الخليج» في المستشفى الجمهوري بصنعاء، أن حالة نجله المأساوية الذي تحول إلى جثة ساكنة يفصلها عن الوفاة الفعلية، استمرار نبضات خافتة لقلبه التي يتوقع توقفها في أية لحظة، ليست سوى نموذج لحالات عدة مماثلة من ضحايا الاستهداف غير المباشر لميليشيات الحوثي.
واكد أن نجله أصيب جراء إطلاق مسلح حوثي الرصاص، ابتهاجاً بعودة شقيقه من جبهة القتال.
ويطلق الحوثيون الرصاص بإسراف، خارج حدود جبهات القتال، وفي مناسبات كمراسم استقبال وتسليم جثامين القتلى لعائلاتهم، أو لمجرد ممارسة هواية إطلاق النيران في اتجاه السماء، من دون مبرر بغرض استعراض القوة وممارسة نوع من البلطجة والترهيب النفسي للبسطاء.