القضية الجنوبية بين الغياب والتغييب والتغليب
عبدالحميد الزعلي
المزيدمدخل...
المعروف على مر التاريخ أن كل صاحب قضية -يملك الرغبة في طرحها والدفاع عنها والتشهير والترويج لها
فعليه ملاحظة الآتي جبرا عليه وليس أختيارا منه لكي تكون النتائج مبشرة والمصلحة مرجوة :
- غياب عامل التنبؤ
- تغييب الحراك الفكري السياسي
- تغليب الحراك الثوري السلمي
طبعا الملاحظات جاءت بصيغة اللامرغوب وليس العكس
تعمدا مني وليس سهوا وقع!
تعمدا بسبب وليس كل تعمد لسبب
وسببي هو دافعي وهو أن القضية الجنوبية هي المستهدف من الملاحظات كونها نهج انتهجتها وليس سلوكا صدر عنها
وتعليقا وتوضيحا على ما سبق ف سأورد بأيجاز وبعيدا عن الإسهاب- بعض التفاصيل
التي عاشتها الثورة آنذاك .
أن المتمعن جيدا للثورتين التي اندلعت في جنوب اليمن سواء لنيل استقلالها من التاج الملكي البريطاني ، أو من اجل التخلص من الوحدة ومخلفاتها -لادرك جيدا ان جوهر الثورتين سليم إلى الحد الذي يمكن أن نطلق عليه الحق المشروع ولأننا في عهد الثورة إلتي اندلعت مطالبة بفك الارتباط واستعادة الدولة - دولة ما قبل العام تسعين فسيقتصر التحليل حول هذه الفترة متجاوزا الثورة إلتي اندلعت ضد التاج الملكي البريطاني -كوننا قد اسلفنا في عرض بعض المحطات التي مر بها الجنوب في ظل الحقبة الانجليزيه في مقال سابق ،ونظرا لطبيعة المتغيرات التي شهدتها دولة الجنوب وما تمخض عنها من واقع اليوم
إلى العنوان....
القضية الجنوبية منذو انطلاقتها في العام 94م كان لها ثلاثة سمات رئيسية
1-تغييب الحراك الفكري السياسي
2-وتغليب الحراك الثوري السلمي
3-وغياب عامل التنبؤ
حيث تم تغييب الطابع ألاول وهو الأهم -بعتباره نقطة الارتكاز ومصدر الحسم للطابع الثاني
-وتغليب الطابع الثاني وصب كل الجهود نحوه
-وغياب الطابع الثالث والأخير وهو العامل الأبرز والقاعدة التي يستند عليها العاملين السابقين
ونتيجة لذلك -فإن الخلل في العوامل الثلاثة أحدث نوعا من الشتات وصعوبة في التموضع وخلق واقعا آخر كانت القضية في غنى عنه وتأسف لما وصلت إليه
وتفسيرا للعوامل...
فعندما انطلقت شرارة الثورة كان هناك حراك ثوري سلمي حقيقي انطلقت شرارته في العام 94م واستمر حتى العام 2015م لينتقل من الحراك الثوري السلمي إلى الحراك الثوري المسلح في ظل تغييب شبه تام لأي حراك سياسي داخليا وخارجيا
وغياب كلي لعامل التنبؤ بالمستقبل وما الذي سيترتب عليه وما الذي ينبغي عمله في سبيل رأب الصدع وإزالة التشققات التي لن تكون إلى جزء من القضية وحجر عثرة في طريقها ونتيجة لكل ذلك القصور والاهمال وعدم النضوج من قبل رواد الثورة ومنظريها- فقد ادى ذلك كله الى ان حكم عليها بانها مجرد قضية مطالب حقوقية مشروعة يطالب بها فئة بسيطة من المجتمع
ولا ترقى الى المستوى- الذي يمكن ان نطلق عليه قضية شعب ووطن وهوية قضية وطن سلب ونهب وصودرت حقوقه
وقد آن الاوان لاسترجاعه واعادته كما كان.
وعلى هذا الاساس تم ويتم التعامل مع القضية من قبل المجتمع الدولي والاقليمي وعلى هذا الاساس تصاغ العهود والمواثيق الدولية اي بأيجاز لستم سوى طلاب حقوق واصلاحات هي ذاتها التي تطالب بها كل شعوب العالم .
إلى الخلاصة...
وتعليقا على ما سبق ساكتب ما اسلفت ذكره بايجاز في ثلاث نقاط رئيسية :
-الطابع الذي اتسمت به الثورة
-إلى أين وصلت الثورة
-النتائج التي افرزتها الثورة
فيما يتعلق بالطابع الذي اتسمت به الثوره
فقد كانت مجرد شعور عاطفي حقيقي ومشروع ولكنه عقيم! كونه يفقتر للاسس والثوابت التي تجعل منه حق يحترمه العالم ويسعى بكل جراءة وصدق واخلاص لتحقيقه .
وفيما يتعلق ب الى اين وصلت الثوره فمن الطبيعي في اي ثوره ايا كان باعثها وايا كان نهجها في التعبير سليم او عقيم فلابد في نهاية الامر ان تصل الى مفترق طرق وها هي ثورة شعب الجنوب تعيش مرحلة مخاض عسير وهذه المرحلة لهي الاهم والاصعب في تاريخها من كل المراحل خصوصا وان التهديدات تطالها من كل صوب. ومع ذلك اقولها هنا :
رغم هذا الحاضر المظلم، فإني شديد التفاؤل شديد الثقة بأن الفجر يقترب، وأن الصبح الوليد قادم من هذا المخاض الدموي الرهيب.
اما فيما يتعلق بالنتائج ..
فهي كما ترونها امامكم..
حجم عظيم من التضحيات الجسيمة
والحقيقة اننا حاليا ليس بمقدورنا التحدث او التكهن عن اي نتائج افرزتها الثوره
او ما ستفرزه الليالي والاعوام القادمة
فقط سنترك الاجابة للايام فهي كفيلة
بكشف خبايا الدهر ونوائب الايام .