فتاوى مليشيات الحوثي.. شاهدة على تخلفهم

الأربعاء 24 أكتوبر 2018 19:02:00
فتاوى مليشيات الحوثي.. شاهدة على تخلفهم

رأي المشهد العربي

لم تكتفي مليشيات الحوثي الانقلابية بالخراب والدمار في اليمن على جميع المستويات، وراحت لتثير الجدل بفتاوي شاذة لتحلل بها ما حرمه الله، تشرعن كل شيء يصب في مصلحتها، حتى وإن كانت تعلم كل العلم أن ما تأمر به خطيئة أو بدعة لا أساس لها من الصحة.

يبقى هذا هو مبدأ تلك الجماعات المتطرفة، خوارج العصر كما يطلق عليها، ولعل أبرزها جماعة الحوثي، الجماعة التي تفننت في إصدار فتاوي لا علاقة لها بالدين، ولا يمكن لعقل طبيعي أن يستوعبها أو يؤمن بها، أو حتى يجد مبررا واحد لإصدارها سوى أنها خرجت من جماعة لا تمانع في بيع أي شيء وتحليل كل شيء أو تحريم كل شيء من أجل أن تصل لما أسستها لأجله دولة الملالي "إيران".

ولعل أبرز تلك الفتاوي والتي ظهرت مؤخرا كانت، لمفتي الحوثيين، حيث نشر حساب المفتي التابع للحوثيين، فتوى نادرة من نوعها وسابقة خطيرة تكشف مدى إقحام الدين في الخلافات السياسية.

تحريم الزواج !

وحرم المفتي الحوثي، الزواج من مواطنين في مناطق سيطرة الحكومة، ودعا إلى تجريم وتأديب من يفعل ذلك، وقد أثارت الفتوى حفيظة اليمنيين، وأدت إلى جدل واسع واستياء شعبي عارم.

وقال المفتي الحوثي شمس الدين شرف الدين: "الموكب الذي كان ينقل عروستين إلى مأرب وحصل ما حصلوزادت الألسن حدة في الحديث عنه وان أنصار الله يهتكون أعراض الناس ووو الخ خلاصة الكلام حتى لا تستمر أقاويل الفتن، لا ينبغي لأحد أن يقوم بتزويج ابنته أو شقيقته لمرتزق بالمناطق المحتلة، ويعد خيانة ولا يجوز ذلك ومن يعمل ذلك وجب تأديبه".

وكانت نقطة حوثية في رادع قد قامت الأسبوع الماضي، بمنع زفاف أسري واحتجزت عروستين قادمتين من حجة، واعتدت عليهما وحلقت شعر رأسهما عقابا لأنهما ستزفان إلى مأرب.

تجريم الفرار من الزحف

فتوى أغرب لمليشيا الحوثي، أثبتت انهيار وضعف المليشيا، أمام محاولات قوات التحالف العربي تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرتها، ما أدى إلى هروب مقاتليها خوفا من الموت في المعارك.

فما كان من المليشيات سوى إصدار فتوى حرمت فيها الهروب من جبهات القتال، واصفة إياه بالخروج عن الدين.

فما كان أمام قيادة المليشيا سوى اللجوء إلى الخطاب الديني المخادع كعادتها لمواجهة تزايد عمليات هروب مسلحيها من جبهات المواجهة مع القوات المشتركة وألوية العمالقة في الساحل الغربي لليمن، ما دفعها إلى تجريم الفرار من الزحف.

وعثرت القوات المشتركة، على منشورات ورقية تضمنت فتاوي دينية حوثية، تجرم الفرار من الزحف، تقول قيادة الجماعة في إحداها: "فرارك من الزحف جريمة وراءها جهنم".

تكفير هادي وأتباعه

في يناير عام 2016، وبعد أقل من عام من إعلان عبدربه منصور هادي عودته للرئاسة في مارس 2015، ولغى كل قرارات الحوثي، خلال فترة عزله وإقامته جبرياً، أصدر أبرز الأئمة الحوثيين محمد المطاع، فتوى مثيرة للجدل، أشار فيها إلى خروج عبدربه منصور هادي ومناصريه من الإسلام.

وأثارت الكلمة التي نشرها المطاع الجدل والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أشاد بالقيادي الحوثيعبد الملك الحوثي ورئيس "حزب الله اللبناني" حسن نصر الله، داعيا الجماعتين الإرهابيتين للوقوف كلا منهما إلى جانب الأخرى.

التمتع ببنات القبائل

انتهاك لن يغفره له اليمن الذي اعتاد على احترام وتقديرالمرأة حيث أصدر زعيم الحوثيين فتوى حيوانيه لمجاهديه، أباح فيها التمتع ببنات القبائل فرادى أو جماعات، محذرًا من نشر فتواه بين من كانوا على خلاف المذهب الأثنيعشري، والفتوى موقعة ومختومة بختم المفتي الحوثي.

نكاح الأسيرات 

طالب زعيم الحوثيين الذي من الواضح أنه لا يشغله سوى الدم والجنس والمال، من أتباعه، ممارسة "المتعة" مع الأسيرات أثناء المعارك، قائلا في فتواه :" إن ممارسة المتعة في ميادين القتال وغيره، فردية وجماعية، فهي من الأعمال العظيمة".

الصوم الاحتياطي

وفي مايو الماضي، ومع حلول شهر رمضان المبارك، أثارت فتوى الصادرة عن دار الإفتاء التابع لمليشيا الحوثي، بخصوص التحقق من دخول شهر رمضان، موجة ساخرة بين اليمنيين، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلات الفورية بالرسائل المتهكمة من تلك الفتوى.

فكانت هذه هي المرة الأولى التي يجد اليمنيون أنفسهم فيها أمام فتوى على تلك الشاكلة، حيث أعلنت دائرة الفتوى للجماعة أن يوم الأربعاء، هو المتمم لشهر شعبان، إلا أنها طالبت بصيامه كيوم من أيام رمضان، معتبرة أن صيامه احتياط للمرء المسلم من إثم إفطاره، في حال كان اليوم هو أول أيام شهر الصوم"، حسب زعمها.

وتساءل مراقبون عن دلالات هذه الدعوة، معتبرين أنها ليست بريئة، كونها تحمل في طياتها دلالات عميقة، للتوجه الطائفي الذي تسعى المليشيا لتنفيذه كأحد أجنداتها الهادفة إلى تطييف المجتمع اليمني.

وتزامنت هذه الدعوة مع محاولة تشيعهم للمناهج الدراسية وعقيدة الجيش، وكذلك تشييع المساجد، ومنع صلاة التراويح في أكثر من مكان، أو منع نقلها عبر الميكروفون في الجوامع.

تحليل المخدرات 

تلك الفتوى ربما تفسر السر خلف الفتاوي الأخرى، والتي لا تنم أبداً عن أن مطلقها بكامل قواه العقلية، فأصدر بدر الدين الحوثي، فتوى تعجب لها العالم أجمع، حين أباح شرب الحشيش والمخدرات لدى مقاتليه.

وتقول الفتوى، إن أخذ الحشيشة عن الإمام المهدي هي شفاء للأسقام مذهبة للأحزان مقربة من الرحمن وإنها جلال لجيشي وأنصاري، خاصة وإن من أراد رؤيتي فعليه بحشيشتي.

ويظهر في أخر الفتوى، لا يجوز إطلاع هذه الفتوى على العامة من الناس ويجب أن تكون محصورة على المجاهدين فقط.