صحيفة دولية: سجّال “الرؤوس كبيرة” مؤشر على نهاية “المؤتمر” كحزب موحّد
رأى متابعون للشأن اليمني أن السجّال بين “رؤوس كبيرة” في حزب المؤتمر الشعبي العام، وبلوغه تلك الدرجة من الحدّة، ووصوله إلى التراشق بالتهم والتشكيك بالنوايا، لا يؤشّر فقط على صعوبة إعادة توحيد صفوف حزب المؤتمر ذي الدور التاريخي في اليمن، بل ربما يؤشّر إلى نهاية “المؤتمر” كحزب موحّد، نظرا للتباعد الشديد الذي يصل حدّ التضادّ الكامل بين الرؤى والأهداف التي تقود مواقف وسياسات كبار قادة الحزب.
ويذهب طبقاً لما أوردت صحيفة "العرب" اللندنية، أكثر المتشائمين بمستقبل المؤتمر الشعبي العام، إلى أنّ الحزب كان شديد الارتباط بشخص زعيمه علي عبدالله صالح، ولا يوجد على الساحة من هو مؤهّل لجمع المتناقضات التي تمكّن صالح من تطويعها للحفاظ على وحدة حزبه، قبل أن يختار لأسباب توصف بـ“التكتيكية” الدخول في تحالف قاتل مع الحوثيين أراده تحالفا ظرفيا لكنّه عجز عن الخروج منه بسلام.
ولا يرى هؤلاء في الرئيس اليمني الحالي عبدربه منصور هادي صفات الشخصية القيادية ذات الكاريزما القادرة على إعادة تجميع حزب بضخامة حزب المؤتمر، ويرون في تحرّكاته الأخيرة صوب القاهرة مجرّد محاولة لكسب ولاء أكبر عدد ممكن من قيادات الحزب لرفد شرعيته التي تضرّرت كثيرا من تجربة الحكم التي خاضها في ظروف صعبة، ولا يمكن وصفها بالتجربة الناجحة.
وتقدّر بعض المصادر القاعدة الشعبية لحزب المؤتمر بما يزيد على خمسة ملايين عضو، وتقول إنّ تفكّك المؤتمر يجعلهم محلّ تنازع بين تيارات أخرى على رأسها حزب الإصلاح الممثّل المحلّي لجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة الحوثي الموالية لإيران.