ترييف عدن وآه يا زمن!
نجيب يابلي
- صديق يوصيني "كيّف نفسك على البهدلة"
- حل وحلحلة الأوضاع شمالا وجنوبا
- وزارة الإرشاد القومي الاتحادية
- الوالي كشف نهب أراضي المنطقة الحرة
إننا وللأسف الشديد في العقد الثاني من الألفية الثالثة وسيصب المؤرخون والسياسيون والاقتصاديون ورجال الفكر والثقافة غضبهم أن تنتهي عدن أو تصل إلى حد هذا الوضع المقرف والمفتعل، لأنهم وبمنتهى البساطة على يقين تام بأن عدن كانت في وضع متقدم شهد لها أول الكتب السماوية وهو «التوراة» Old Testament، وأثنى عليها الأغريف والرومان وعرفوها ببلاد العربية السعيدة وبـ «مخزن الأغريق»، ومن الرومان يوليوس قيصر رائد فكرة إنشاء المكتبة، وبلغ عدد المكتبات في روما في القرن الرابع للميلاد (28) مكتبة.
بالعودة إلى كتاب الطيب الذكر عبدالرحمن خبارة «نشوء وتطور الصحافة في عدن 1936 - 1967» وردت أسماء (45) صحيفة ومجلة في عدن، في حين خلا محيط عدن من الصحف والمجلات، علاوة على كون عدن حاضنة لأبناء محميات عدن الغربية وأبناء محميات عدن الشرقية، وأبناء المملكة المتوكلية اليمنية ومن بعدها (ج.ع.ي)، ناهيكم عن محيطها الأكبر في الجزيرة والخليج.
تم إقحام عدن في مخطط استخباري أخرجها من مسارها الحضري والحضاري، فحل السلاح محل المصارف ومكاتب الطيران في عدن، وحلت الاغتيالات محل إنشاء المشاريع الاستثمارية والتجارية والمرافق الحيوية منها ميناء عدن ومطار عدن الدولي، حيث كان ميناء عدن الثالث على موانئ العالم، وكان هناك هامش كم طائرة تقدم به مطار طوكيو على مطار عدن الدولي في أحد اعوام الستينات.
انتهى المخطط الاستخباري بالحزن البالغ الذي أضنى العائلات في عدن بخوض أعمال اغتيالات، وإعلان الجيش الاتحادي الحرب على خصوم (ج.ق)، وسقط عشرات وعشرات القتلى والجرحى، ونزح الآلاف من عدن إلى تعز وزجوا بالآلاف من المعتقلين في سجون رسمية وغير رسمية، وأرسل المنتصر بالمئات والمئات من المعتقلين إلى سجون أبين ولحج والضالع ومنهم كابتن أحمد صالح قيراط وكابتن ناصر هادي اللذان زج بهما في سجون الضالع..
احتفل المنتصر بيوم 30 نوفمبر 1967 ولوحده، وفرغ بعد ذلك إلى تصفية نفسه يوم 22 يونيو 1969 ثم 26 يونيو 1978 و 13 يناير 1986، ثم زجوا بالشعب في الجنوب إلى النفق المظلم يوم 22 مايو 1990 الذي لم يخرج منه شعب الجنوب حتى الآن.
عند كل المنعطفات منذ الستينات وحتى اليوم وعدن لوحدها وأبناؤها لوحدهم يدفعون الضريبة الفادحة والظالمة، ويكفي أن أصارحكم القول بأن عدن تكبدت يوم 17 يوليو 2015 وما بعده أكثر من ترليون ريال يمني قيمة المنهوبات من المؤسسات العامة والخاصة وقيمة الأراضي التي نهبت بالهبل، في حين أن شعوب البلقان في لاتفيا واستونيا وكرواتيا ومقدونيا وغيرها التي خرجت إلى الشارع في ثورة أعلنت من خلالها حقها في تقرير المصير وانتصرت دون أن تنهب حفنة تراب أو مسمار عام أو خاص، لأن الشعوب تناضل أما الشعوب التي تنهب تظل في أسفل سافلين حتى قيام الساعة.
إن لم تصل العربدة في عدن من خلال ترييف الأرض والسكان إلى النهاية فاعلموا أن قيام الساعة بات قاب قوسين أو أدنى، وقد أسند الحبيب المصطفى هذا الدور لعدن التي سيحشر منها العباد إلى بيت المقدس.
كفى ترييفا لعدن يا عرابدة!!