تحليل: ما تأثير ونتائج وأهداف الضربات الإسرائيلية الأخيرة على الحوثيين؟
ما تأثير ونتائج وأهداف الضربات الإسرائيلية الأخيرة على الحوثيين؟
ثابت حسين صالح*
عملية الجيش الإسرائيلي ضد مليشيات الحوثي الإرهابية، يوم أمس الخميس، كانت "الأكثر شمولا وأهمية" التي تقوم بها إسرائيل منذ بدء ردها على إطلاق الصواريخ من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.
العملية التي كانت قد أجلت مرتين، شاركت فيها 25 طائرة تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية، وشنت غارات على أهداف في صنعاء والحديدة.
في صنعاء تم استهداف المطار الملاصق بقاعدة الديلمي الجوية التي يعتقد أن الحوثيين خزنوا فيها طائرات مسيرة وعتاد حربي آخر.
في المطار تم استهداف أهم ثلاثة مواقع حيوية لاخراجه عن الجاهزة، وهي برج المراقبة وصالة الانتظار والمدرج.
كأن في استهداف المطار وكذلك ميناء الحديدة رسالة إلى الحوثيين :انكم لن تستطيعون الهروب أو التهريب عبر المطار الدولي والميناء الرئيسي.
وبطبيعة الحال فإن هذه الأهداف تدخل ضمن الاهداف السيادية الحيوية بالنسبة للحوثيين.
كذلك الحال في استهداف محطات الطاقة الكهربائية في كل من حزيز جنوب صنعاء وراس كثيب في الحديدة ومحطة رأس عيسى النفطية.
ورغم أن هذه الضربة هي الأكبر والأعنف...ألا انه من المتوقع أن تتواصل الضربات الإسرائيلية على أهداف حيوية مهمة للحوثيين.
ومن جانبهم، لم يتأخر الحوثيون في الرد، حيث اعلنوا في نفس اليوم عن اطلاق صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل، وتأكد ذلك من سماع صفارات الانذار في تل ابيب.
الواضح أن القصف الإسرائيلي لصنعاء والحديدة وأي مكان في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن يتم استغلاله من قبل الحوثيين.
الحوثي يلجأ لاستفزاز إسرائيل ومحاربتها كي يهرب من استحقاقات واجبة التنفيذ،
فإذا كان ما يسمى بخارطة الطريق التي يدور الحديث عنها منذ أشهر سخيفة ومرفوضة من الجميع فإن الحوثي لا يستطيع الهروب من دفع مستحقات الناس من رواتب وخدمات وحقوق مادية مختلفة، لذلك يلجأ إلى تصدير أزمته مع الشعب الشمالي إلى الخارج كي ينجو من المطالب الشعبية ومن السخط الشعبي المتصاعد ضده.
فأذا كانت حماس نفسها داخلة في صفقة مع إسرائيل، فمن رابع المستحيلات أن هجمات الحوثيين يمكن أن تصب في صالح الفلسطينين في غزة؟!!
من جانبها تستثمر إسرائيل ضرباتها ضد الحوثيين سياسيا في الداخل وفي الخارج، ولها أهداف لاحقة من وراء كل ذلك.
الخلاصة: لا ضربات الحوثيين يمكن أن تحرر فلسطين أو توقف عمليات إسرائيل، ولا الهجمات الإسرائيلية يمكن أن تسقط الحوثيين، ولا خارطة الطريق يمكن أن تحل المشكلة اليمنية حلال جذريا وشاملا وعادلا.
الحل يكمن في الاعتراف بحق الجنوب في استعادة دولته وفي تحرك "الجيش الوطني" والشعب في الشمال لأسقاط مليشيات الحوثي الإرهابية واستعادة الدولة في صنعاء.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري