أبناء سقطرى: الإمارات وقفت معنا في مختلف الأزمات والمحن

الأربعاء 7 نوفمبر 2018 10:22:49
أبناء سقطرى: الإمارات وقفت معنا في مختلف الأزمات والمحن

تواصل دولة الإمارات دورها التنموي في محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية من خلال برنامج متكامل لتلبية المتطلبات الأساسية لسكان الجزيرة التي تعرضت في السنوات الماضية لعدد من الأعاصير الطبيعية التي ألحقت أضرارا بالغة بالبنية التحتية في الجزيرة.

وفي إطار الدعم الإغاثي المستمر الذي تقدمه الإمارات لأهالي سقطرى، رست الأحد سفينتان إماراتيتان في ميناء سقطرى في دفعة جديدة من المساعدات التي تتضمن كميات من المشتقات النفطية والمساعدات الغذائية.

واستقبل محروس وعدد من المسؤولين المحليين في مطار سقطرى وفدا إماراتيا وصل الجزيرة لتلمس احتياجاتها في المجالين التعليمي والرياضي.

وقالت مصادر محلية بحسب ما نقلت صحيفة “العرب” اللندنية تهدف زيارة الفريق الإماراتي إلى وضع معالجات سريعة وفعالة وعاجلة للوضع التعليمي في سقطرى والعمل على معالجة إشكالية نقص المعلمين ورفد مدارس المحافظة بالمتطلبات الأساسية، بالإضافة إلى تعزيز الجانب الرياضي من خلال توفير الإمكانيات والقدرات الخاصة بالأنشطة الشبابية والرياضية.

ونقلت مصادر إعلامية عن مسؤولين محليين في الجزيرة امتنانهم للدعم الإماراتي الإنساني والإغاثي وخصوصا بعد إعصار “لبان” الذي ضرب الجزيرة. ونقلت المصادر عن أمين عام مديرية قلنسية وعبدالكوري، عيسى سعيد، قوله “دولة الإمارات العربية المتحدة موجودة معنا في جزيرة سقطرى من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والمشاريع التنموية والخدمية لأرخبيل، ولن ننسى مواقفها الداعمة في أشد الظروف التي تشهدها البلاد”.

مشاريع في الصحة والكهرباء

في تصريحات إعلامية عبر سليمان شلولها أحد أبرز وجهاء سقطرى “عن تقديره للجهود التي تبذلها الإمارات في توفير الخدمات لأهالي الجزيرة”، مؤكدا على تقدير أهالي سقطرى للجهود التي تبذلها الإمارات عبر مؤسسة “خليفة الإنسانية” وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي.

وفي تصريح لـ“العرب” من جزيرة سقطرى وصف الكاتب والناشط السقطري عبدالكريم سالم بن قبلان الدور الذي تضطلع به دولة الإمارات ومؤسساتها الإنسانية والإغاثية في جزر الأرخبيل، بأنه تعبير عن سياسة الإمارات القائمة على بذل الخير والعطاء للجزيرة وسكانها. وقال إن هذه المساعدات ليست وليدة هذه السنوات بل إنها قديمة.

ونوه قبلان إلى أن علاقات دولة الإمارات بسقطرى وأهلها تمتد إلى مطلع السبعينات وقبل ذلك من خلال الروابط الأسرية والعلاقات التاريخية، مضيفا “الإمارات وعبر التاريخ، وقبل الاتحاد الذي سعى لتأسيسه القائد العظيم مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، هناك برزت العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين سكان الإمارات وجزيرة سقطرى”.

وأشار قبلان إلى أن الإمارات لعبت دورا حيويا في تنمية الجزيرة، وهو الأمر الذي بدأ بوتيرة عالية منذ الإعلان عن إعادة الإعمار الذي عقد في “دكسم” في نهاية شهر فبراير 2015 بين الإمارات ممثلة بالهلال الأحمر والسلطة المحلية ممثلة باللواء سالم عبدالله عيسى.

ومنذ ذلك الحين والإمارات تسعى جاهدة للمضي قدما لتقديم أفضل الخدمات، وتوفير البنية التحتية، والعمل على خلق واقع جديد في الجزيرة على الصعيد الإنساني ومن أجل تقديم حياة أفضل لأبناء سقطرى.

وعن أبرز الإنجازات التي تحققت في محافظة أرخبيل سقطرى بفضل الدعم الإماراتي يضيف قبلان “عملت الإمارات على إنشاء مستشفى خليفة على أنقاض مبنى مستشفى حديبو المتهاوي والذي لم يجدّد منذ أربعة عقود تقريبا، ولم تكتف الإمارات بذلك بل عملت على ترحيل الحالات المرضية المستعصية لتلقي العلاج في أرقى المستشفيات في العاصمة الإماراتية أبوظبي”.

ويشير قبلان إلى أن المؤسسات الخيرية الإماراتية قامت بوضع بصماتها على كافة مناحي الحياة لإنقاذ المتضررين، حيث عملت على حفر الآبار الارتوائية في المناطق النائية، وأنشأت ميناء بمنطقة “حولاف” لاستقبال السفن الكبيرة، والذي بات اليوم قادرا على استقبال أكثر من خمس سفن في نفس الوقت، إضافة إلى إنشاء مرسى للسفن والقوارب الصغيرة.

ويلفت قبلان في حديثه لـ“العرب” إلى أن الإمارات عملت على إعادة تشغيل الطاقة الكهربائية في سقطرى على مدار الساعة، إضافة إلى قيامها ببناء الوحدات السكنية في حديبو عاصمة الجزيرة. كما قامت بتوفير المعدات الثقيلة لإعادة فتح الطرق التي دمرت بفعل الأعاصير المتتالية التي ضربت سقطرى خلال السنوات الماضية (تشابالا، ميج، ماكانو، لبان) وخلفت أضرارا بالغة في البنية التحتية.

وقال رأفت الثقلي وهو شخصية اجتماعية وناشط سياسي سقطري في تصريح لـ“العرب” إن الأذرع الإنسانية التابعة لدولة الإمارات وخصوصا مؤسسة خليفة الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي لعبت دورا هاما في مد يد العون لسكان سقطرى وخففت من وطأة معاناتهم جراء الأعاصير الطبيعية التي ضربت الجزيرة خلال السنوات الماضية والحرب التي يشهدها اليمن في الداخل وانعكست بشكل كبير على تردي الخدمات والمرافق الضرورية المتواضعة أصلا.

وأكد الثقلي في تصريحه لـ“العرب” أن الدعم الذي تقدمه الإمارات بات ملموسا في مختلف القطاعات الخدمية، إلى جانب المساعدات الإغاثية التي يتم تقديمها بشكل دائم للسكان.

واستعرض الثقلي في حديثه لـ“العرب” جوانب من الدور الإماراتي في تنمية محافظة أرخبيل سقطرى، والذي تتنوع مجالاته بدءا من الجانب الصحي الذي شهد حضورا إماراتيا منذ وقت مبكر من خلال إنشاء مستشفى خليفة في حديبو في منتصف العام 2011 والذي تم الانتهاء منه نهاية العام 2012 وافتتحه حينها سفير الإمارات السابق في اليمن عبدالله مطر المزروعي. واستمر الدور الإماراتي في دعم القطاع الصحي من خلال توفير الطواقم الطبية المتخصصة وكذلك الأجهزة والأدوية.

وحدات سكنية ومؤسسات تعليمية

أكد الثقلي أن الإمارات قدمت إسهامات كبيرة لتنمية سقطرى، حيث تكفلت ببناء وحدات سكنية للسكان مثل مدينة زايد 1 في قرية ستاره وزايد 2 في مدينة زاحق جنوب الجزيرة، والتي تعرض أهلها لأضرار كبيرة في البيئة والتنمية من جراء إعصاري تشابلا وميج اللذين ضربا أرخبيل سقطرى في منتصف 2015، مضيفا “قامت الإمارات بإعادة ترميم أكثر من مئة مدرسة ومسجد في كل مناطق سقطرى وترميم 4 وحدات صحية”.

وفي الجانب التعليمي تكفلت مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية بترميم العشرات من المدارس سواء في الريف أو المدينة وعملت على دفع رواتب شهرية لأكثر من 300 معلم لمدة سنة كاملة، إضافة إلى ابتعاث أكثر من 200 طالب وطالبة الخريجين من الثانوية العامة في القسمين الأدبي والعلمي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لاستكمال دراستهم الجامعية في كل التخصصات.

ولفت الثقلي إلى أن الإمارات قدمت مساعدات هامة لسكان الجزيرة في العديد من القطاعات الحيوية مثل الثروة السمكية عبر إقامة مصنع الأسماك للتصدير وكذلك دعم الصيادين بقوارب صيد حديثة.

كما شمل الدعم الإماراتي إعادة ترميم وتأهيل مطار سقطرى وإنارة المدرج بالطاقة الشمسية وترميم برج المطار وتزويده بالأجهزة الملاحية الجوية الحديثة، وكذلك تمت إعادة ترميم وتوسعة ميناء حولف وهو الميناء الوحيد في الجزيرة.