مليشيا الحوثي تتخذ من المدنيين دروعا بشرية في الحديدة
حذر ناشطون ومراقبون يمنيون من إقدام الميليشيات الحوثية في الحديدة على استهداف المؤسسات والمراكز الخدمية والتمترس في الأحياء السكنية واتخاذ المدنيين كدروع بشرية، مع تزايد المؤشرات على اقتراب قوات المقاومة المشتركة من إكمال سيطرتها على المدينة .
وذكرت تقارير إعلامية وأخرى صادرة عن حقوقيين وإعلاميين في المدينة، قيام الميليشيات الحوثية بتحويل العديد من المنشآت الخدمية إلى ثكنات عسكرية ونشر القناصة على أسطحها، إضافة إلى اعتلاء مساكن المواطنين في أحياء المدينة.
وتسببت الميليشيات وفقا لشهود عيان في إلحاق الضرر بالعديد من المنشآت العامة والخاصة من خلال التمترس فيها، كما حدث في مستشفى 22 مايو بمدينة الحديدة والذي ذكرت المصادر أن الحوثيين أضرموا فيه النار بعد قيامهم بإخراج المرضى والطاقم الطبي.
وتقوم الميليشيات الحوثية بعمليات ممنهجة لتدمير المرافق العامة وتخريب البنية التحتية في المناطق التي توشك على خسارتها، في محاولة لتأجيج الرأي العام المحلي والدولي والمتاجرة بالمعاناة الإنسانية للمدنيين بهدف تحقيق مآرب سياسية من بينها الضغط على قوات التحالف والحكومة الشرعية لإيقاف زحفها في المدينة .
ولا يستبعد مراقبون سياسيون يمنيون بحسب ما ذكرت صحيفة "العرب اللندنية" من إقدام ميليشيات الحوثيين قبيل فرارها من الحديدة على ارتكاب المزيد من الممارسات التي تصب في هذا الاتجاه ومن بينها تلغيم ميناء الحديدة والكثير من المرافق العامة الأخرى لتعميق المعاناة الإنسانية.
وأكدت تقارير صحافية في وقت سابق قيام الحوثيين بنهب المصارف والبنوك الحكومية ونقل الكثير من الآليات والمعدات التابعة لمؤسسات الدولة إلى صنعاء أو المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
ويسعى الحوثيون لنقل المعركة إلى الأحياء السكنية التي يتحصنون بها بعد تحويل المدنيين إلى دروع بشرية، وهو الأمر الذي تعمل القوات المشتركة على إفشاله من خلال الالتفاف على المدينة وتطويقها والسيطرة على منافذها الرئيسية من دون الانجرار لحرب شوارع قد تكون ذات كلفة باهظة على الصعيد الإنساني.
ووفقا لصحيفة "العرب" فقد كشفت مصادر محلية في الحديدة عن قيام الحوثيين باحتجاز عدد من الطواقم الطبية العاملة في مستشفيات المدينة بعضها من جنسيات أجنبية، كما احتجزوا العشرات من اللاجئين الصوماليين من بينهم نساء وأطفال ونقلوهم إلى مناطق المواجهات الساخنة جنوب وشرق المدينة.
ولفتت مصادر سياسية إلى نفاد الرهانات الخاصة بالحوثيين في ما يتعلق بالحفاظ على الحديدة ومينائها، وسقوط ورقتهم الأخيرة في محاولة اللعب على وتر المعاناة الإنسانية التي تسببوا بها ويسعون لمفاقمتها عبر عدد من الممارسات التي تتعارض مع القوانين والأعراف الدولية وتصنف بأنها جرائم حرب من قبيل استهداف المنشآت والطواقم الطبية والخدمات العامة وتدمير البنية التحتية.