كاظمين الغيظ ولكن إلى حين

تمر علينا هذه الايام بطقسها الجميل وعدن تعاني اشد المعاناة والنَّاس فيها تلهج بالدعاء الى الله سبحانه وتعالى تطلب الفرج وهو قريب باْذن الله.
على الأبواب أعياد نوفمبر المجيدة. نحتفل بعيد الاستقلال الاول ونحضر ونستعد لاستكمال مراحل الاستقلال الثاني.
نحن نعمل بكل ما نستطيع من جهد وفِي كل الاتجاهات ولكن بصمت وبدون ضجيج. تقوية الجبهة الوطنية وتعزيز اللحمة الداخلية اهم ما يشغلنا في هذه الايام. نعمل على حوار بناء مع كل القوى الوطنية على الساحة الجنوبية بمحورين. الاول: كيف نعمل معاً في إنهاء إجراءات وشرعنة عودة دولة الجنوب الحرة المستقلة كاملة السيادة بحدود 21 مايو 1990م وهذا عمل يشمل كل الذين يتفقون حول هذا الهدف وهم الأغلبية العظمى. والمحور الثاني: التنسيق والتفاهم والتوافق مع جميع القوى الجنوبية حول كيفية ادارة دولة الجنوب المستقبلية وهذا يشمل كل الجنوبيين بدون استثناء فالوطن يتسع للجميع.
على المستوى الداخلي ايضاً نراقب عن كثب كل محاولات شق الصف الجنوبي وتفريخ المكونات الجنوبية وحتى بعض الاستفزازات التي تقوم بها بعض القوى ومنها اطراف في الحكومة في محاولات متجددة لتذكير الناس بدولة الوحدة البائدة من رفع اعلام او حملات دعاية ولو على خجل او حتى محاولة بعض القيادات الحكومية التأثير على قرار المؤسسات في عدن او اعادة محاولة السيطرة عليها ولو سيطرة ناعمة. ونحن نقول ان ظروف الحرب العصيبة تجعل من عدن حاضنة موقتة لبعض الاطراف او القوى التي لا زالت تحلم بجرجرتنا مرة اخرى الى دولة الفساد والإفساد العسكرو قبلية الاستعمارية ولو بمسميات ملتوية. ان المصلحة العليا لشعب الجنوب تفرض علينا تحمل هذا الوضع ولكن عليكم ان لا تمتحنوا صبرنا فانه قد نفذ وقد كتمنا الغيظ وضبطنا النفس على مضض .
ابطالنا في ميادين الشرف يقدمون ارواحهم ودمائهم في كل الجبهات ومنها جبهة الحديدة على امل ان يكون هذا النصر العظيم هو النصر النهائي ويحل بعده الامن والسلام في ربوع الوطن الجنوبي وتنتهي محنة اشقائنا واخوتنا في صنعاء ولكن يجب ان يعرف الجميع ان مجاهدينا عينهم في الجبهة على العدو الظاهر والأخرى على عدن تحميها وتحرسها من اَي ما قد يكدر أمنها واستقرارها وحريتها. اجسادهم وأرواحهم في الجبهات وقلوبهم في عدن تنبض بحبها وتخفق وجلاً عليها.
نعمل مع موسسات الدولة في عدن ونحاول مساعدتها وتشجيعها حتى نخفف من معانات شعبنا فرفاهية المواطن وأمنه واستقراره هي الهدف الوحيد الذي نضعه نصب أعينا في كل الأحوال والظروف.
على المستوى الامني خففنا من ناحيتنا كل أسباب التوتر والاحتقان. نحن لا نرى داخل القوى الجنوبية اَي عدو محتمل. قد نختلف في الرؤى ولكن متفقين حول الوطن ونعزز هذا الاتفاق يوم بعد يوم.
على المستوى الخارجي نطرق كل الأبواب اقليمياً ودولياً جهراً وسراً على امل ان نساعد في تحقيق النصر على الجبهات ووقف الحرب التي قضت على الأخضر واليابس في وطني، وفِي هزيمة مشروع التمدد الغير وطني والغير قانوني وحتى الغير انساني وأخلاقي ولا يخدم مصالح شعب الشمال اولاً ولا شعب الجنوب وشعوب الأمة العربية ثانياً. عملنا وسنعمل بعقول مفتوحة مع المبعوث الدولي مارتن جريفيثس للمشاركة بايجابية في اَي حوارات او لقاءات او مشاورات او مفاوضات يمكن ان تسهم في حل قضيتنا الجنوبية حلاً عادلاً يتماشا مع مواثيق الامم المتحدة وعهودها بما يضمن حق شعبنا في تقرير مصيره بارادة حرة غير منقوصة. نتشاور باستمرار مع الاشقاء في الإقليم وعلى وجه الخصوص في دول التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والحليف الامين الامارات العربية المتحدة. نتفهم قلقهم ويتفهمون مصالحنا وحقوقنا. يتحملون الاذى من اجل الأمة ونعي تماماً اننا في قارب واحد وسنصل معاً باْذن الله الى بر الأمان.
عيد الاستقلال الاول على الأبواب وعيد الاستقلال الثاني قاب قوسين او ادنى. الجنوب بايدي ابنائه ونحتاج فقط الى قليل من الصبر والحكمة لشرعنة سيطرت ابنائه عليه. لن نفرط فيه مرة اخرى. حرره الآباء في 30 نوفمبر 1967م وبذلوا من اجل ذلك الغالي والنفيس وهي بريطانيا العظمى حينها. اما اليوم فقد حررناه نحن ودونه الأرواح والدماء وقوى الاعداء اليوم كما قال قائل( لا هم أقوى من روسيا ولا نحن اضعف من الشيشان). لا زلنا كاظمين الغيظ ولكن الى حين. تحياتي