المجلس الانتقالي وغضب الجنوب من حرب الخدمات.. سياسة متزنة تحمي التطلعات

السبت 9 أغسطس 2025 18:33:03
المجلس الانتقالي وغضب الجنوب من حرب الخدمات.. سياسة متزنة تحمي التطلعات

في خضم الاحتجاجات المتفاقمة ضد حرب الخدمات وتردي الأوضاع المعيشية، يحرص الجنوب على أن يكون المشهد سلميًّا حتى لا تخرج حالة الغضب عن نطاقها المطلوب.

تجلت هذه السياسة في تحرك جنوبي رسمي إزاء ما تشهده محافظة حضرموت في الفترة الحالية من تردٍ معيشي يُقابل بغضب شعبي متصاعد.

وفي هذا الإطار، أجرى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اتصالاً هاتفياً بوكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء عامر العامري للاطلاع على مستجدات الأحداث الجارية في مدينة تريم وعدد من مناطق وادي حضرموت، على ضوء الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتحسين الخدمات الأساسية.

ووجّه الرئيس القائد اللجنة الأمنية في الوادي بحماية المواطنين المحتجين، مشددا على أهمية تحلي الأجهزة الأمنية بأقصى درجات المسؤولية في التعامل مع المحتجين وتأمين فعالياتهم الاحتجاجية دون تعسف، ومؤكدا في الوقت ذاته على أهمية الحفاظ على الطابع السلمي للاحتجاجات.

وجدد الرئيس القائد التأكيد على دعم المجلس لأي جهود تسهم في تخفيف معاناة أبناء حضرموت والوصول إلى حلول جذرية لمشكلتي الكهرباء والخدمات، بالتنسيق مع السلطة المحلية والجهات المعنية.

حرب الخدمات تبرز كأحد أكثر أساليب الاستهداف الممنهج لمعاناة المواطنين في الجنوب من خلال التلاعب بتوفير الكهرباء والمياه والمشتقات النفطية والخدمات الصحية والتعليمية.

أمام هذا الواقع الصعب، انتهج المجلس الانتقالي الجنوبي سياسة متوازنة تجمع بين التعبير المشروع عن الغضب الشعبي والتمسك الصارم بمبادئ السلمية والمسؤولية الوطنية.

يعتمد المجلس الانتقالي في تعامله مع هذا التحدي على عدة محاور، بينها الاعتراف بحق المواطنين في الغضب والتعبير السلمي عن استيائهم، ويرى في ذلك وسيلة ضغط مشروعة لكشف مكامن الفساد والتقصير.

ولذلك، فهو يدعم الفعاليات الشعبية التي تندد بحرب الخدمات، ما دامت ملتزمة بالإطار السلمي، بعيدة عن التخريب أو المساس بالممتلكات العامة والخاصة.

كما يعمل المجلس بالتوازي مع هذا الغضب الشعبي على تقديم حلول واقعية للتخفيف من معاناة المواطنين، سواء عبر جهود محلية لتحسين البنية التحتية، أو من خلال التواصل مع الجهات الإقليمية والدولية الداعمة، بهدف تأمين الحد الأدنى من الاستقرار المعيشي والخدمات الأساسية.

القيادة الجنوبية تؤكد أنَّ الحرب الحقيقية ليست فقط في ميادين القتال، بل في القدرة على حماية حياة الناس وكرامتهم في زمن الأزمات.

لذلك، فإن تبني المجلس لخطاب متزن ورفضه للانجرار وراء الفوضى، يعكس حرصه على حماية النسيج الاجتماعي الجنوبي ومنع خصومه من استغلال الوضع لزرع الفتنة أو خلق حالة من الانهيار.