هدنة الحديدة..الفرصة الأخيرة لمليشيا الحوثي
رأي المشهد العربي
خرجت علينا منذ أيام منصات إعلامية تابعة لمليشيا الحوثي الانقلابية، تحاول التغطية على خسائر المتمردين الذين تمولهم إيران لانتشار مخططهم الفارسي في الشرق الأوسط، بعد الانتصارات التي قدمتها القوات المشتركة بدعم وإسناد من التحالف العربي في مدينة الحديدة، للحديث عن بعض الأكاذيب التي تروج لها قنوات ومواقع الحوثي بعد توقف إطلاق النار مؤقتًا في معركة تحرير الحديدة التي باتت قريبة من طرد أذناب إيران في اليمن.
ورغم الخسائر التي لحقت بالمليشيا إلا أنها لازالت تدعي تفوقها في معركة تحرير الحديدة، لرفع روح عناصرها التي شاهدت وبالدليل القاطع دمار ومقتل قيادات الحوثي واحدا تلو الآخر على يد القوات المشتركة بدعم مقاتلات التحالف العربي.
وجاء قرار توقفت المعارك في مدينة الحديدة اليمنية المطلة على ساحل البحر الأحمر، وتهدئة الأجواء ليس خوفًا من مليشيا الحوثي الانقلابية، ولكن من أجل العمل الإنساني وتقديراً لجهود المنظمات الإغاثية في تنفيذ مهامها بالمدينة، وكذلك لتأمين المناطق المحررة من قبضة ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بعد محاولات المليشيا الفاشلة في التسلل إلى أي مدينة محررة خصوصا في الجنوب، إضافة إلى الإعداد للمرحلة الثانية من تحرير المدينة تزامنًا مع مفاوضات السلام التي من المقرر انطلاقها أواخر شهر نوفمبر الجاري.
وأكدت تقارير إعلامية، أن توقف المعارك مؤقتا منذ أيام جاء بعد الانتصارات المتتالية التي حققتها القوات المشتركة وألوية العمالقة بدعم وإسناد من التحالف العربي في الحديدة، جاء لعدة أسباب وجميعها تخلو من أي انتصارات تُذكر لمليشيا إيران في معركة تحرير الحديدة، وأبرزها الجانب الإنساني والسماح للمنظمات الإغاثية في إجلاء الجرحى، وتأمين المناطق المحررة من قبضة المليشيا لضمان دحرهم نهائيا من تلك المناطق، وكذلك لفتح آفاق وجسور سلام والجلوس في المفاوضات حيث أن التحالف العربي يسعى لإنهاء الأزمة والتخفيف من معاناة الشعب اليمني الذي عانى في ظل وجود مليشيا الحوثي.
الجانب الإنساني
ويرى مراقبون أن أسباب توقف المعارك في الحديدة هو لإتاحة الفرصة للمنظمات الإنسانية والإغاثية للخروج من الحديدة، وتمكين الطواقم الطبية من معالجة الجرحى وللسماح لمليشيا الحوثي من نقل جثث القتلى من عناصرها بعد الخسائر التي لحقت بهم في جميع جبهات المعارك.
وقال علي البخيتي، السياسي اليمني: إن توقف العمليات العسكرية في اليمن يعود إلى تهدئة مؤقتة في جبهة الحديدة.
وأضاف البخيتي على «توتير»: «لا وجود لوقف الحرب أو حتى لوقف إطلاق نار؛ هناك تهدئة مؤقتة في جبهة الحديدة فقط ولدواعٍ إنسانية».
وتابع السياسي اليمني: «ستستأنف العمليات خلال أيام ولن تنتهي إلا بتحرير كامل المدينة والانطلاق بعد ذلك لتحرير بقية الشريط الساحلي لمحاصرة الحوثيين، وقطع كل خطوط الإمداد العسكرية، وأهم شريان اقتصادي لهم».
وشهدت مدينة الحديدة موجة نزوح واسعة، مع تعمد ميليشيا الحوثي التحصن داخل الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، وتحويل العديد من المباني والمنازل إلى ثكنات لمسلحيها ومعداتها القتالية.
وذكرت تقارير صحفية، أن هناك نحو ألف وخمسمائة أسرة نزحوا إلى خارج الحديدة منذ انطلاق عملية تحرير المدينة من ميليشيا إيران.
تأمين المدينة
أحد الأسباب الأخرى لتوقف العمليات العسكرية في الحديدة هي تأمين المناطق التي سيطرت عليها القوات المشتركة في الحديدة وألوية العمالقة بدعم وإسناد من مقاتلات التحالف العربي، قبل عودة العمليات العسكرية مرة أخرى، وتطهيرها من الميليشيات الكهنوتية الإرهابية، لأن ما يرتكبه الحوثيون بحق سكان الأحياء التي مازالت خاضعة لسيطرتهم بمدينة الحديدة مأساة تستدعي التعجيل بالحسم؛ لإنقاذ هؤلاء المواطنين؛ حيث تمارس الميليشيا بحقهم أبشع الجرائم، من اعتداء واقتحام منازل، وانتهاك حرمات، واعتقالات واختطافات، بعيدًا عن أعين العالم بعد قطع الإنترنت والاتصالات عن المدينة.
وتمكنت القوات المشتركة وألوية العمالقة بدعم وإسناد من التحالف العربي، من تأمين عدد من مباني المؤسسات الحكومية والتجارية والشركات في حي الربصة، وأحياء مجاورة جنوب غربي مدينة الحديدة، من بينها شركة العليمي، ومخازن التبريد، وشركة الحمادي.
فرصة لعملية السلام
فيما يرى آخرون أن عملية التهدئة قد تكون فرصة لعملية السلام في اليمن والحل السياسي؛ حيث قدم الحوثيون عرضًا بتسليم ميناء الحديدة مع بقائهم في المدينة، ولكن كان رد القوات المشاركة في تحرير الحديدة، قويًّا وحازمًا ضد مخططات الحوثي، فقد أكدوا ضروة انسحاب الحوثيين من المدينة، وتسليم الميناء من أجل بحث أي فرص للسلام.