صحيفة دولية: إشارات فرنسية داعمة لحفتر للسيطرة عسكرياً على طرابلس

السبت 24 نوفمبر 2018 10:11:59
صحيفة دولية: إشارات فرنسية داعمة لحفتر للسيطرة عسكرياً على طرابلس

كشفت مصادر سياسية ليبية مقربة من قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر أن مسؤولين فرنسيين ألمحوا إلى دعمه في ما إذا قرر التوجه نحو طرابلس لإنهاء الفوضى المتصاعدة بسبب سيطرة الميليشيات المتقاتلة.

وذكرت المصادر في تصريح أوردتها ”العرب” أن لقاء حفتر بالمسؤولين الفرنسيين، على هامش مؤتمر باليرمو الذي عقد يومي 12و13 نوفمبر الجاري، بما فيهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، فتح النقاش بشأن الوضع المتردي في العاصمة الليبية، وأنه تلقى إشارات داعمة في الأيام التالية للمؤتمر.

وقالت إن قائد الجيش الليبي فهم من خلال النقاش أن باريس تدعم أي تحرك عسكري لقواته نحو طرابلس قريبا، وأنه سيجد دعما ماديا وسياسيا منها، يضاف إلى دعمها السابق في طرد الإرهابيين من درنة وملاحقة عدد من عناصرهم في الجنوب الليبي.

وأشارت إلى أن التلميح الفرنسي لقي تفاعلا لدى حفتر، الذي بدأ يفكر في استراتيجية تحرير طرابلس وتوقيته، معتقدا أنها الحل الوحيد لإنهاء سيطرة الميليشيات في طرابلس، والتي أعاقت الكثير من المبادرات السياسية، ومعالجة مشكلتها تمثل تحديا ضخما أمام الكثير من التحركات الأممية على صعيد استقرار المؤسسات الأمنية.

وسبق أن لوح قائد الجيش الليبي في أكثر من مناسبة بعزمه تحرير طرابلس و”عدم تركها في أيدي العابثين”.

وأصبح حفتر على قناعة بأنه الوحيد القادر على ضبط الأوضاع، ولا يجب أن ينازعه في هذه المسألة أحد، وبدأ يتراجع عن المبادرة المصرية الهادفة إلى توحيد المؤسسة العسكرية، وقد قطعت شوطا مهما في ذلك، وأنه بدا مقتنعا بأن “الجيش الليبي موحد وجاهز للتحرك في أي اتجاه”.

وكشفت المصادر أن باريس طلبت من بعض القوى الإقليمية دعم المشير حفتر والترتيب لدخول طرابلس بالقوة وإنهاء الوضع المتدهور الحالي، لكن هذه القوى تحفظت على الخطوة لعدم جاهزية الأجواء لتقبلها، والخوف من أن تفهم على أنها “انقلاب عسكري”، ما يجدد بعض الجراح الإقليمية التي كادت تندمل.

ويقول متابعون للشأن الليبي إن المسعى الفرنسي يصطدم بمطالب أميركية معلنة تتلخص في “لا للحل العسكري، ولا للحلول السياسية المنفردة، وضرورة زيادة كميات النفط الليبي”، في إشارة إلى لعب دور في توفير الكميات اللازمة لتعويض نقص النفط الإيراني، عقب العقوبات الأميركية.

وتراقب واشنطن الموقف في ليبيا عن كثب، وتحاول تجنب حدوث المزيد من الانفلات الأمني فيها، بما يعطل خطوات تسويتها بالطريقة التي تناسب مصالحها.

وحسب المصادر التي تحدثت لـ”العرب”، قدمت باريس إغراء كبيرا لحفتر لدفعه إلى اقتحام طرابلس، ونقلت رغبتها في السعي للمطالبة برفع جزئي عن حظر تصدير السلاح إلى ليبيا، بما يساهم في تعزيز وتحديث قواته العسكرية، ومنحه قدرة أكبر على الحركة، ودحر القوى المناوئة له.

وشككت المصادر نفسها في تصريح لـ”العرب” في نتائج نوايا باريس بشأن حض حفتر على دخول طرابلس بالقوة العسكرية، ولم تستبعد أن تكون الخطوة “فخا لاستدراجه للالتحام مباشرة بالكتائب المسلحة، التي لا تزال قوية في طرابلس، ومحاولة التأثير على نفوذه القوي، وهز صورته في الشارع الليبي من خلال وقوع خسائر كبيرة في مسرح عمليات مفتوح ومحفوف بمخاطر حرب العصابات، ما يصب في صالح خصومه”.

وقالت إن خطوة كبيرة من هذا النوع سوف تؤدي إلى خسارة جزء من المكاسب التي حققها الجيش الوطني الليبي، من بينها الصدام مع الولايات المتحدة وإيطاليا، بعد تليين موقفيهما من حفتر مؤخرا.

وترى المصادر أن الموقف الفرنسي يهدف إلى عرقلة المكاسب الأخيرة التي بدا أن إيطاليا قد حققتها في مؤتمر باليرمو، وأن باريس تريد خلط الأوراق مرة أخرى لتعطيل التحركات الإيطالية، بعد أن بدأت تمسك بزمام بعض الأمور في ليبيا، وتتجه للتنسيق مع قوى كثيرة لها باع في الأزمة.

ويخشى البعض من المراقبين أن يؤدي التنافس الفرنسي – الإيطالي إلى زيادة حدة التصعيد في ليبيا، ما يؤثر سلبا على الخطوات التي وضعتها الأمم المتحدة بشأن التحضير للمؤتمر الوطني الجامع الشهر المقبل.

وبدأ حفتر يميل إلى أنه يمتلك علاقة جيدة مع روسيا، ما جعله يتململ من روابطه التقليدية مع بعض القوى الإقليمية، ويتجاهل أن موسكو لن تقدم على دعمه دون تنسيق مع القوى الإقليمية المعنية.

وبدأ فايز السراج يحصل على تفهم أكبر لدى المجتمع الدولي، منذ انعقاد مؤتمر باليرمو والتوافق على دعمه سياسيا، وبدا كأنه الخيار المناسب لاستكمال هذه المرحلة، وحتى إجراء الانتخابات.

وقالت المصادر لـ”العرب” إن بعض القوى التي كانت تتحفظ على نمو علاقة رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج مع تركيا، استمعت إلى توضيحات مباشرة منه في باليرمو، تفيد بأنه مضطر إلى الميل ناحية أنقرة، بعد غلق الكثير من الأبواب العربية أمامه.

ولفت إلى أنه على استعداد للابتعاد عن أنقرة إذا حصل على دعم سياسي عربي، وهو ما فرض على بعض الدول التفكير في تغيير سياستها حياله، ومد خيوط تواصل إيجابية معه.