بدعم سعودي-إماراتي.. اليمنيون يقاومون حوثنة المناهج

السبت 24 نوفمبر 2018 10:15:00
بدعم سعودي-إماراتي.. اليمنيون يقاومون "حوثنة المناهج"

تسعى الإمارات والسعودية عبر دعمهما قطاع التعليم في اليمن إلى انتشال اليمن من الغرق في المستنقع الحوثي الإيراني، الهادف لتغيير المناهج بهدف زرعة تعليماتهم وأجنداتهم في أدمغة الطلاب، وذلك انطلاقاً من قناعة البلدين بأن التعليم هو أفضل سلاح يمكن منحه لليمنيين لمجابهة ذلك الفكر، وتمكين الشعب اليمني من الخلاص من الحرب التي فرضتها عليهم الميليشيات.

وأكد محللون سياسيون سعوديون ويمنيون، أن المنحة المالية التي قدمتها الإمارات والسعودية لدعم رواتب المعلمين في اليمن بمبلغ 70 مليون دولار، هي استمرار لدور البلدين في دعم التعليم كبقية القطاعات الأخرى في اليمن، والذي يواجه سلسلة من العمليات التخريبية، بدءاً من محاولة تغيير المناهج وتكريس تعليمات وصور مؤسس الميليشيات الإرهابية «حسين بدر الدين الحوثي»، فضلاً عن تغيير مديري معظم المدارس بمديرين موالين لهم.

وطبقاً لما أودرته يومية «الاتحاد» الإماراتية، فقد عمدت الإمارات والسعودية إلى إنشاء عشرات المشاريع التعليمية لدعم التعليم باليمن منذ 2015 حتى الآن، وذلك كي لا تؤثر الحرب على مستقبل الطلبة اليمنيين، وبلغت تكلفة المشاريع أكثر من 120 مليون دولار أميركي، شملت تأهيل وترميم المدارس والمرافق التعليمية، وإعادة الطلاب إلى صفوفهم وطباعة الكتاب المدرسي، ودعم مرتبات المديرين والمعلمين.

وقال الباحث والمحلل السياسي محمد بن عبدالله عسيري، إن المشاريع السعودية والإماراتية تقاوم محاولات الحوثيين تدمير التعليم في اليمن والتي أدت إلى ارتفاع نسبة الأطفال خارج المدرسة بنسبة تصل إلى 47 بالمئة، وتدمير نحو 288 مدرسة جزئياً، و95 مدرسة كلياً، فضلاً عن احتلال 29 مدرسة على الأقل، وتحويل 317 مدرسة إلى معسكرات لإيواء النازحين داخلياً.

وأضاف عسيري أن العبث بالتعليم وبطلاب المدارس في اليمن من قبل الحوثيين بلغ مراحل خطيرة استهدفت هوية الدولة اليمنية، وعقيدتها وتاريخها الحضاري، وعملت الميليشيات على أدلجة المناهج الدراسية والنشاطات الطلابية بما يخدم مشاريعها وأهدافها على حساب هوية الدولة ومستقبل أبنائها والذين يشكلون الأجيال القادمة لليمن، مشيراً إلى أن الميليشيات كانت تقوم بإلزام الطلاب بـ«الصرخة» الخمينية وكتابة الشعارات والعبارات التي تعبر عن توجهاتها في المدارس وغيرها.

حوثنة التعليم
ومن جهته قال الباحث التربوي محمد بن عبد الله المبارك، إن الإمارات والسعودية تحاولان إنقاذ التعليم في اليمن ومقاومة المشروع «الإيراني - الحوثي» الذي عمد إلى «حوثنة التعليم» من خلال تغيير المناهج المدرسية، خاصة المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وطباعة أكثر من 11 ألف كتيب صغير يحمل فكر مؤسس الميليشيات «حسين بدر الدين الحوثي» وشعارات الميليشيات لتوزيعها على المدارس التي تخضع لسيطرتها

وأشار إلى أن قطاع التعليم اليمني حصل على حصة قدرها 142 مليوناً و200 ألف درهم «38 مليوناً و700 ألف دولار» من جملة مساعدات بلغت نحو 9 مليارات و400 مليون درهم، ما يعادل «مليارين و560 مليون دولار أميركي» قدمتها الإمارات خلال الفترة من أبريل 2015 حتى نوفمبر 2017، بحسب تقرير رسمي.

تفخيخ المناهج
محمد على اليافعي، مدرس يمني سابق مقيم بالرياض، شدد على أن العصابة الحوثية عملت على «تفخيخ المناهج المدرسية» مذهبياً وطائفياً، ما أدى إلى زرع مفاهيم خاطئة وبذور الطائفية في اليمن وأدلجة المجتمع وهدم النسيج الاجتماعي والقبلي لمصلحة أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة اليمن ومحيطه العربي والإسلامي. وقال إن أكبر دليل على استهتار الحوثيين بالتعليم، ما أصدره وزير التربية والتعليم التابع لحكومة الانقلابيين، يحيى الحوثي مطلع أكتوبر الجاري من قرار بإلغاء الفصل الدراسي الأول للعام 2018 - 2019، ما يعني استعداده لإلحاق تلاميذ المدارس مرة أخرى بجبهات القتال.