الإصلاح اليمني..عندما يُستغل الدين لتحقيق الأطماع السياسية
رأي المشهد العربي
تعددت جرائم وانتهاكات حزب الإصلاح، الذراع السياسية للإخوان باليمن وأصبحت مراوغته مكشوفة للجميع، والتي يسعى من خلالها لتنفيذ مخططه في اليمن عبر استخدامه للدين للوصول إلى أطماعه السياسية.
وفي دليل جديد على انتهازية الإصلاح وعدم تمسكه بمواقفه التي يتشدق بها دائما فقد أشاد أمين عام الحزب عبدالوهاب الأنسي، بالحزب الشيوعي الصيني خلال زيارته للصين، مؤكداً حرص حزبه على تقوية العلاقات معه، وذلك في الوقت الذي هاجم فيه الإصلاح الجنوبيين خلال الفترة السابقة بذريعة اشتراكية الجنوب.
وجاءت إشادة أمين عام حزب الإصلاح اليمني، بالحزب الشيوعي الصيني خلال كلمته في مؤتمر "حوار الحزب الشيوعي الصيني مع الأحزاب العربية".
وقال :" نعبر عن تقدير التجمع اليمني للإصلاح لهذه الدعوة الكريمة من قيادة الحزب الشيوعي الصيني".
وتأتي هذه الإشادة التي صرح بها "الآنسي" مخالفة تماماً للخطاب الديني المعروف لحزب الإصلاح الذي يعتبر "الشيوعية" هي العدو الأول للإسلام حسب تصنيف الأحزاب الدينية التي حاربت المد الشيوعي الإلحادي منذ منتصف خمسينات القرن الماضي مما يثبت مدى نفاق هذا الحزب وأنه لا علاقة له بالدين ونهجه ومبادئه وسماحته، بقدر ما تعمل قياداته فقط للوصول إلى السلطة وبشتى الوسائل المشروعة وغير المشروعةبالسلم أو بالإرهاب وقتل الخصوم، ولو حتى بالتحالف مع الشيطان للوصول إلى مبتغاه وهو ما يؤكده هجومه على الجنوبيين باتهامهم بالشيوعية وهى التي أشاد بها للحزب الشيوعي الصيني .
الغريب في الأمر أن الإصلاح الذي أشاد بالحزب الشيوعي الصيني هو ذاته الذي أصدر فتاوى دينية في السابق لتكفير بها شعب الجنوب وحكامهباعتبارهم اشتراكيين شيوعيين.
كما حلل حزب الإصلاح قتل أطفال عدن في عام 1994م وتقاسم مناصفة مع الرئيس اليمني الراحل عبد الله صالح كل ثروات ومقدرات شعب الجنوب، من أراضي وعقارات وسندات وأموال ومصانع ومزارع، واعتبرها غنائم حرب، كما كان يحصل في عصر الفتوحات الإسلامية.
وكانت الحجة أن الجنوبيون اشتراكيون، واليوم في انتهازية مقيتة يشيد بشيوعية الصين وتجربتها، بل ودعا العرب أن يستفيدوا من التجربة الصينية، في كلمة أمينه العام في المؤتمر المنعقد في هانغتشو الصينية.
وتسببت فتوى الإخوان في مقتل الآلاف من الشعب الجنوبي منذ 90 وبدأت باغتيالات الكوادر الجنوبية وتواصلت بحرب 94 التي راح ضحيتها أكثر من 20 ألف جنوبي.
ويكشف الإخوان من خلال إشادتهم بالشيوعية الصينية أنهم استخدموا الدين والفتاوى الدينية لعبة للعبث لغرض تحقيق مطامع سياسية لا غير على حساب الدماء البريئة التي لا يجوز إراقتها شرعا والتي حرم الله إراقتها إلا بالحق، وما فعلوه لم يكن حقا بل كان بهتانا وزورا عظيماً ما أنزل الله به من سلطان.
وطالب نشطاء بجمع ملفات تلك الجرائم والاغتيالات وتقديمها للمحاكم لمحاكمة حزب الإصلاحوشركائهم باعتبارها جرائم لا تسقط بالتقادم أبداً ويجب تقديم مرتكبيها للمحاكمة سواء بالمحاكم المحلية أو تقديمها للمحاكم الدولية.
وقال أحد النشطاء ويدعى فهد العوذلي: "حزب الإصلاح يتغزل ويمتدح بالاشتراكية الشيوعية الصينية في الوقت الذي كان بالأمس القريب، يكفرها في الجنوب وجميعنا يعلم ذلك واعتقد بل متأكد بأن الإخوان المفلسين غداً سوف يمتدحون ويتغزلون بالعلمانية وبعدها بالصهيونية الإخوان بدون مبادئ ولا قيم لذلك نتوقع منهم أي انحطاط".
وشن الناشط السياسي أحمد الربيزي هجوما عنيفا على جماعة الإخوان المسلمين وفرعها باليمن التجمع اليمني للإصلاح .
وقال الربيزي: شاهدنا جميعاً انتهازية حزب الإصلاح اليمني (إخوان اليمن) وعرفنا تاريخه وانتهازية قياداته، في كل المراحل وتلونها بـ(تقية) بقية الوصول إلى المال والسلطة والنفوذ فيما يشبه عصابات المافيا، التي تستخدم كل الوسائل والحيل والإجرام مستهدفه منافسيها وخصومها، وهدفها فقط المال والنفوذ.
مما سبق يتضح أن حزب التجمع للإصلاح في اليمن أثبت أنه أبعد ما يكون عن الإصلاح وأنه حزب هدفه تقويض اليمن بالتحالف مع الحوثيين، فيعمل على نشر الفساد والترهيب في عدن وغيرها من المناطق التي يتواجد فيها، ليس هذا فقط بل يعد الحزب المنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية وفرع من تنظيمها الدولي شوكة في ظهر المقاومة اليمنية حيث يقوم أعضاءه والمنتمين لهبأوسع عمليات الاغتيال والتفجير في عدن ومناطق الشرعية، ولا شك أن هناك عشرات الأدلة والإثباتات على خطورة الإصلاح في اليمن وارتباطه بالتنظيم العالمي للإخوان وقطر وتركيا.
ولم يفلح حزب الإصلاح اليمني في الخروج من عباءة المحفل الإخواني وعن ديدن التلون والانتهازية وتحين الفرص الذي عرفهم الشارع العربي به.
وظلت أيدولوجية الإخوان ومنذ تخلقه في الخفاء وخروجه إلى العلن في سبتمبر من عام 1990 بتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، تصطبغ بالتلون والمتاجرة السياسية شأنهم شأن نظرائهم في مشارق العالم العربي ومغاربه.