ما أهمية تحرير وادي حضرموت لأمن السعودية واستقرارها؟

الأحد 7 ديسمبر 2025 23:33:39
ما أهمية تحرير وادي حضرموت لأمن السعودية واستقرارها؟

يُعدّ تحرير وادي حضرموت على يد القوات المسلحة الجنوبية محطة تحوّل استراتيجية ليس للجنوب وحده، بل وللمنطقة بأكملها، وفي مقدمتها السعودية.

هذا الأمر راجع إلى أن المملكة ترتبط مصالحها الأمنية ارتباطًا مباشرًا باستقرار هذه المناطق التي تحمل أهمية استراتيجية للجنوب العربي.

فقد مثّل وادي حضرموت، خلال السنوات الماضية نقطة هشّة مكّنت جماعات التطرف وقوى الفوضى من تنفيذ اعتداءات متفرقة استهدفت القوات السعودية في محيط هذه الرقعة الجغرافية، ما جعل استمرار الوضع السابق مصدر تهديد فعلي للحدود الجنوبية للمملكة.

استعادة الوادي من قبضة تلك القوى الإرهابية لم يكن تحرّكًا عسكريًا فقط، بل خطوة مُحكمة لإغلاق أحد أخطر الممرات التي استُخدمت لنشاط الجماعات الإرهابية، والتي لطالما حاولت تحويل المنطقة إلى ساحة استنزاف أمني وإرباك سياسي.

وبفضل العمليات الدقيقة التي نفذتها القوات الجنوبية، جرى تفكيك البنية التي كانت تعتمد عليها تلك التنظيمات، وبالتالي انتهت قدرة العناصر الإرهابية على استخدام هذه المساحات كحاضنة أو ممر لوجستي ينطلقون منه نحو العمق السعودي.

تكتسب هذه الخطوة أهمية إضافية للمملكة العربية السعودية لأنها تدعم رؤيتها الهادفة لتعزيز أمن حدودها الجنوبية عبر وجود شريك موثوق على الأرض يمتلك القدرة والإرادة لحماية المناطق المحاذية لمجالها الحيوي.

كما أن استقرار حضرموت، وخاصة واديها، يمثّل درعًا متقدمًا يسهم في منع أي تمدد لجماعات العنف أو إعادة إنتاج الفوضى التي عانت منها المنطقة لسنوات.

وبعد التحرير، تعمل القوات الجنوبية، على تثبيت منظومة أمنية مستقرة، وتحسين الأداء الميداني، وضمان عدم عودة أي خلايا إرهابية.

هذا النجاح ينسجم مع المصالح الاستراتيجية للسعودية التي تحتاج إلى بيئة آمنة في الجوار الجنوبي، بما يمنع تحوّل المناطق الحدودية إلى نقاط اختراق أو تهديد.

كما أن الدور الذي تلعبه القيادة الجنوبية في ضبط المناطق المحررة وتطبيع الأوضاع فيها يعزز فرص الشراكة الأمنية بين الرياض والجنوب، باعتبار أن استقرار حضرموت يشكّل عنصرًا داعمًا لأمن المملكة ومصالحها الإقليمية.

ومن شأن هذا التعاون أن يفتح آفاقًا أوسع للتنسيق في مواجهة التحديات المشتركة، خصوصًا تلك المتعلقة بمحاربة الجماعات المتطرفة، وتثبيت الأمن في المناطق الحساسة استراتيجيًا.

وبالتالي فإن تحرير وادي حضرموت لم يكن مجرد مكسب جنوبي، بل خطوة مفصلية ذات أثر مباشر على أمن المملكة، إذ أغلق منافذ كانت تستغلها قوى الشر لاستهداف القوات السعودية، وكرّس واقعًا جديدًا أكثر استقرارًا ومتانة في محيط الحدود الجنوبية.