تحركات وقرارات الجنوب.. إرادة شعب ومسار يحمي السيادة

الأربعاء 10 ديسمبر 2025 17:58:09
تحركات وقرارات الجنوب.. إرادة شعب ومسار يحمي السيادة

رأي المشهد العربي

تؤكد التطورات الأخيرة في الجنوب العربي أن أي خطوة عسكرية أو سياسية تتخذها القيادة الجنوبية تأتي من منطلق سيادي كامل.

هذا الأمر يستند إلى إرادة شعبية راسخة وقناعة ثابتة بأن مسار استعادة الدولة وفك الارتباط بات خيارًا لا رجعة فيه.

يعبّر هذا المسار بوضوح عن رؤية وطنية متكاملة تتقدم بثبات وتخضع لحسابات دقيقة تنطلق من مصالح الجنوب وأمنه القومي، بعيدًا عن أي ضغوط أو محاولات ابتزاز سياسي قد تمارسها أطراف محلية أو إقليمية.

فالمجلس الانتقالي الجنوبي، بصفته حامل مشروع قضية شعب الجنوب العربي وممثلًا لإرادة ملايين المواطنين، أثبت خلال السنوات الماضية أنه يتعامل مع الملفات الكبرى بأعلى درجات المسؤولية والاتزان، دون التفريط في الثوابت أو السماح لأي قوة بالتأثير على قراراته السيادية.

القيادة الجنوبية أكدت مرارًا أن الجنوب ليس ساحة نفوذ عابرة أو ورقة يمكن المساومة عليها، بل كيان سياسي واجتماعي وعسكري يمتلك قراره المستقل ويحدد خياراته وفق رؤية وطنية تخدم تطلعات شعبه.

كما أن التحركات الميدانية والسياسية التي ينفذها المجلس الانتقالي، سواء في تعزيز الأمن أو بسط السيطرة على المؤسسات أو المشاركة في النقاشات الإقليمية، تحظى جميعها بتأييد شعبي واسع، يعكس الثقة الكبيرة التي يمنحها المواطنون لقيادتهم.

يظهر هذا الدعم في المواقف الشعبية، والالتفاف الجماهيري، والاستعداد للتضحية دفاعًا عن قضية شعب الجنوب، ما يجعل أي قرار تتخذه القيادة قرارًا جماعيًا يمثل الإرادة العامة وليس مجرد توجه سياسي منفرد.

يُدرك المجلس الانتقالي أن مسار استعادة الدولة ليس خطوة آنية، بل عملية تراكمية تتطلب صبرًا وحنكة وإدارة دقيقة للمرحلة.

ومع ذلك، فقد استطاع أن يحقق إنجازات ملموسة على مستوى تثبيت الأمن وتحرير مناطق واسعة، إضافة إلى تعزيز الحضور السياسي للجنوب في الإقليم.

هذه النجاحات أكدت بشكل واضح وراسخ أن المجلس الانتقالي لا يمكن ابتزازه أو الضغط عليه للتراجع عن مشروعه الوطني، وبالتالي فإن أي محاولة للنيل من تحركات الجنوب هي محاولات فاشلة لا مكان ولا حضور لها.

وفي ظل تصاعد حدة التحديات، يواصل الجنوب إرسال رسائل واضحة مفادها أن خياراته السيادية ليست محل تفاوض، وأن شعبه ماضٍ في تحقيق هدفه التاريخي باستعادة دولته كاملة السيادة على حدود ما قبل 1990.

هذا الإصرار الشعبي والرسوخ القيادي يشكلان معًا قاعدة صلبة تجعل مشروع الاستعادة أقرب إلى التحقق من أي وقت مضى، وتؤكد أن الجنوب العربي يسير بثبات نحو مستقبله السياسي المستقل، مهما حاولت الأطراف المناوئة عرقلة هذا الطريق.