الجنوب ومكافحة الإرهاب.. رؤية ثابتة نحو شراكة تحقق الغايات

الأحد 14 ديسمبر 2025 22:11:39
الجنوب ومكافحة الإرهاب.. رؤية ثابتة نحو شراكة تحقق الغايات

في رؤية ثابتة ثاقبة، يؤكد الجنوب العربي، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، التزامه الواضح بتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية في مجال مكافحة الإرهاب.

يأتي هذا الموقف الذي يتخذه المجلس كرؤية مستمرة، يأتي إدراكًا من المجلس أن هذه المهمة لم تعد خيارًا ثانويًا، بل تمثل أولوية مطلقة وركيزة أساسية في بناء مستقبل آمن ومستقر للمنطقة.

وأثبتت التجربة خلال السنوات الماضية أن الإرهاب يتغذى على الفراغات الأمنية، وأن مواجهته تتطلب تنسيقًا واسعًا يشمل قدرات ميدانية قوية، ورؤية سياسية منفتحة، وشبكات تعاون تمتد خارج حدود الجغرافيا الجنوبية.

وبالنظر إلى طبيعة التطورات في الجنوب العربي وتحديدًا على الصعيد العسكري، يظل المجلس الانتقالي عن موقفه الذي يتبنى نهجًا يعتمد على الانفتاح المسؤول في بناء هذه الشراكات.

ويستند المجلس الانتقالي، في هذا الإطار، إلى خبرة ميدانية تراكمت بفعل المواجهات التي خاضتها القوات الجنوبية ضد التنظيمات المتطرفة.

وإلى جانب الإنجازات الأمنية التي حققتها القوات الجنوبية في محافظات عدة، تستند رؤية المجلس الانتقالي إلى أن مكافحة الإرهاب ليست عملية عسكرية فقط، بل مشروع متكامل يستدعي تعاونًا استخباراتيًا، وتنسيقًا لوجستيًا، ودعمًا تقنيًا وانتظامًا في تبادل المعلومات مع الأطراف الإقليمية ذات المصالح المشتركة.

تأتي هذه السياسة في إطار رؤية شاملة يرسمها الجنوب لمستقبله، ويضع فيها الاستقرار كأساس لأي تطور اقتصادي أو سياسي.

فالتجارب أثبتت أن الدول التي نجحت في بناء شراكات واسعة لمكافحة الإرهاب استطاعت لاحقًا جذب الاستثمارات وتعزيز التنمية، وهو ما يسعى الجنوب العربي إلى تحقيقه عبر مسار موازٍ يجمع بين الأمن والنمو وإدارة المرحلة بحكمة.

كما أن هذا الانفتاح يعكس رغبة الجنوب في أن يكون عنصرًا فاعلًا في محيطه، قادرًا على تقديم نموذج ناجح في إدارة ملف الأمن بمهنية عالية وشراكات متوازنة.

ومن خلال هذه المقاربة، يرسل المجلس الانتقالي رسائل واضحة إلى المجتمع الدولي بأن الجنوب شريك موثوق يسعى لاستقرار المنطقة، وأنه يدرك تمامًا أن الإرهاب خطر يتجاوز حدود الدول ولا يمكن التعامل معه إلا عبر منظومة تعاون شاملة.

وفي الوقت ذاته، يمنح هذا التوجه طمأنينة للشعب الجنوبي بأن قيادته تمضي في مسار يعزز أمنه ويحمي إنجازاته، ويؤسس لمرحلة جديدة تقل فيها فرص عودة الفوضى.

ويعي المواطن أن الجنوب لا يواجه الإرهاب دفاعًا عن جغرافيته فحسب، بل دفاعًا عن مشروعه الوطني ومستقبله السياسي.

وبهذا، تتجسد سياسة الجنوب العربي في معادلة واضحة وهي انفتاح على الشراكات، صلابة في الميدان، وإصرار على بناء واقع آمن يمهّد لمرحلة أكثر استقرارًا وازدهارًا.