إرادة شعب الجنوب تنتصر… مسار استعادة الدولة حقيقة لا تنازل عنها

الأربعاء 17 ديسمبر 2025 18:42:17
إرادة شعب الجنوب تنتصر… مسار استعادة الدولة حقيقة لا تنازل عنها

يمرّ شعب الجنوب العربي بمرحلة تاريخية فاصلة، تتسم بوضوح الرؤية وحسم الخيارات الوطنية، بعد عقود من المعاناة السياسية والتهميش والإقصاء.

لقد أثبت أبناء الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي وبحضور ملهم للقوات المسلحة، أن خيارهم الوطني لم يعد محل جدل أو تردد، بل أصبح مسارًا ثابتًا لا رجعة عنه، يستند إلى إرادة شعبية واعية وتضحيات جسيمة قُدمت في سبيل الكرامة والسيادة.

الانتصارات التي تحققت على الأرض لم تكن نتاج ظرف عابر أو رد فعل مؤقت، بل جاءت نتيجة تراكم نضالي طويل، وتخطيط سياسي وعسكري منظم، وإيمان عميق بعدالة قضية شعب الجنوب.

وقد أثبتت القوات المسلحة الجنوبية قدرتها على حماية الأرض والإنسان، وترسيخ معادلة أمنية جديدة، تعكس حجم التحول الذي شهده الجنوب في السنوات الأخيرة، سواء على مستوى القرار السياسي أو في ميدان المواجهة مع مختلف التحديات.

ووصلت قضية شعب الجنوب العربي إلى نقطة اللاعودة، ولم يعد ممكنًا القفز على الواقع الجديد أو تجاهل حقائق الميدان والإرادة الشعبية. فمرحلة ما قبل استعادة القرار الجنوبي قد طُويت نهائيًا، بعد أن تمكن الجنوبيون من امتلاك زمام أمرهم، وبناء مؤسساتهم الوطنية، وفرض حضورهم السياسي إقليميًا ودوليًا.

ولم يعد مقبولًا العودة إلى صيغ فاشلة أو مشاريع أثبتت عجزها عن تحقيق العدالة أو الشراكة الحقيقية.

ويمثل مسار تقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة خيارًا وطنيًا جامعًا، لا يخضع للمساومة أو التراجع، لأنه يعبر عن تطلعات شعب بأكمله، وعن حق أصيل كفلته القوانين والمواثيق الدولية.

ونجح المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس الزُبيدي، في ترجمة هذه التطلعات إلى مشروع سياسي واضح، يستند إلى الشراكة مع القوى الفاعلة، ويحافظ في الوقت ذاته على ثوابت القضية الجنوبية.

ما تحقق للجنوب اليوم هو ثمرة تضحيات الشهداء وصمود المناضلين والتفاف الجماهير حول قيادتها، وهو مسار ماضٍ بثبات نحو استعادة الدولة وبناء مستقبل يقوم على السيادة، والاستقرار، والعدالة.

ومن هذا المنطلق، فإن أبناء الجنوب يؤكدون مجددًا أن خيارهم قد حُسم، وأنهم لن يتراجعوا قيد أنملة عن حقوقهم الوطنية المشروعة، مهما تعددت التحديات أو تعاظمت الضغوط.