حشود المهرة تحسم الموقف.. كلمة الفصل في مسار استعادة دولة الجنوب العربي

الجمعة 19 ديسمبر 2025 23:23:00
حشود المهرة تحسم الموقف.. كلمة الفصل في مسار استعادة دولة الجنوب العربي

تمثل حشود محافظة المهرة محطة مفصلية في مسار استعادة دولة الجنوب العربي، لما تحمله من دلالات سياسية ووطنية عميقة تعكس نضج الوعي الشعبي واتساع دائرة الإجماع الجنوبي.

فالمهرة، بما لها من خصوصية جغرافية واجتماعية، جاءت لتعلن كلمتها بوضوح، مؤكدة أن موقعها في معادلة الجنوب لا يقبل الالتباس، وأن أبناءها يقفون صفًا واحدًا مع مشروع استعادة الدولة كاملة السيادة.

وتكتسب حشود المهرة أهمية استثنائية كونها تعبّر عن إرادة جامعة لأبناء المحافظة بمختلف شرائحهم، حيث بدت الرسالة واضحة لا لبس فيها: المهرة جزء أصيل من الجنوب العربي، وخياراتها تنطلق من المصلحة الوطنية العليا، لا من حسابات ضيقة أو محاولات فرض أمر واقع.

هذا الحراك الشعبي الواسع أسقط أي رهانات على عزل المهرة عن محيطها الجنوبي، وأكد أن المحافظة حاضرة بقوة في قلب المشروع الوطني الجنوبي.

كما تحمل هذه الحشود موقفًا صريحًا داعمًا للقوات المسلحة الجنوبية، التي ينظر إليها أبناء المهرة باعتبارها الضامن الحقيقي للأمن والاستقرار، والحصن الذي يحمي الجنوب من الفوضى ومحاولات الاختراق.

هذا الالتفاف الشعبي حول القوات المسلحة الجنوبية يعكس ثقة راسخة بدورها الوطني، ويؤكد أن معركة استعادة الدولة ليست مجرد مطلب سياسي، بل مسار تحرري تحميه إرادة شعب وسواعد أبنائه.

وتوجه حشود المهرة رسالة مباشرة إلى الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس المجلس الرئاسي، تطالبه بإعلان دولة الجنوب العربي كاملة السيادة، بوصف ذلك استحقاقًا وطنيًا نضجت ظروفه، وتوفرت له مقوماته السياسية والشعبية.

لم يكن هذا المطلب تعبيرًا عاطفيًا، بل خلاصة لمسار طويل من التضحيات والاصطفاف الشعبي خلف القيادة الجنوبية، التي أثبتت قدرتها على تمثيل تطلعات الجنوبيين والدفاع عن قضيتهم.

وتتكامل أهمية حشود المهرة مع الزخم الشعبي الكبير الذي تشهده العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب العربي، حيث تتوحد الساحات والميادين على هدف واحد، وتتشكل لوحة وطنية جامعة تعكس حجم التفويض الشعبي الممنوح للقيادة الجنوبية.

هذا التلاحم بين المهرة وعدن وسائر المحافظات يؤكد أن الجنوب يتحدث اليوم بصوت واحد، وأن قراره الوطني لم يعد قابلًا للمصادرة أو الالتفاف.

هذه الحشود المتزامنة تمثل تفويضًا شعبيًا واضحًا للمضي قدمًا في مسار استعادة الدولة، وتؤكد أن شعب الجنوب العربي، من المهرة شرقًا إلى بقية المحافظات، حسم خياره التاريخي، وماضٍ بثبات نحو استعادة دولته كاملة السيادة، مستندًا إلى إرادة شعبية صلبة وقيادة تحظى بالثقة والدعم.