الغضب الشعبي يمنع طلاب الحوازات بإيران من ارتداء العمائم (تفاصيل)

الثلاثاء 4 ديسمبر 2018 17:01:22
الغضب الشعبي يمنع طلاب الحوازات بإيران من ارتداء العمائم (تفاصيل)




رفض العديد من طلاب الحوزات العلمية المنتشرة في إيران، لبس العمامة، بسبب حالة الغضب التي يشهدها الشعب الإيراني ضد سياسة الملالي، ونفور المجتمع من شريحة رجال الدين الذين هيمنوا على مقاليد الحكم ومقدرات البلاد منذ سقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979.
وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية الإصلاحية “إيسنا”، إن “العديد من الشباب الذين دخلوا المعاهد والحوزات الدينية خصوصًا في مدينة قم (معقل المرجعيات الشيعية) يفضلون الدراسة من دون ارتداء ولبس العمامة بسبب تعرضهم لمضايقات من قبل المجتمع”.
وأوضحت الوكالة أن “هناك العديد من الطلاب خصوصاً الإيرانيين يبدون سخطهم من رجال الدين المتصدين لمناصب حكومية والذين دفعوا المجتمع إلى بغض رجال الدين وعدم احترامهم ووصفهم بالسراق”.
وأصبح في الآونة الأخيرة في عدد من مدن إيران مثل طهران وشيراز يطلقون لقب “آخوند” على أي رجل دين، وهو مثال للسخرية من رجال الدين.
وفي سياق متصل، قال مسؤول لجنة لبس العمامة في الحوزة العلمية بمدينة قم “متقى زاده”، للوكالة الإيرانية، “لقد بدأنا نشهد هذه الأيام تضاؤل تحفيز الطلاب على ارتداء العمامة”، مضيفاً “في الأعوام الماضية كان هناك إقبال بشكل سنوي على لبس العمامة”.
وعزا متقي زاده عدم الإقبال على لبس العمامة إلى “تغيير جو المجتمع ضد رجال الدين، نتيجة إرتباط الحكومة في هذا الوقت برجال الدين، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية”.
وأشار إلى أنه في العام الماضي حصل نحو خمسة آلاف من طلاب العلوم الدينية على رخص من المرجعيات الدينية للبس العمامة، منوهاً إلى أن هذا الرقم في الأعوام الماضية كان يصل لأكثر من ذلك بكثير.
وكان عدد من المرجعيات الدينية والحوزات قد وضع محفزات لطلاب العلوم الدينية الذين يرتدون العمامة منها زيادة رواتبهم الشهرية وتأمين سكن لهم لمدة خمس سنوات مجاناً مع منح قروض مالية لهم.
وفي 27 من آذار/ مارس 2014، سجلت السلطات الإيرانية حادثة اعتداء نفذها شابان يستقلان دراجة نارية ضد أحد رجال الدين في مدينة شيراز جنوب البلاد.
وفي 5 من تموز/ يوليو 2017، قالت وكالة مهر الإيرانية، أن أحد رجال الدين تعرض لهجوم بمدينة “ري” جنوب طهران وذلك بسبب مشاجرة داخل محطة المترو.
ويعزو بعض المتابعين انتشار هذه المعضلة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والبطالة والأدمان على المخدرات، نتيجة سياسات رجال الدين التي أدخلت إيران في مشاكل مختلفة أثرت على الأوضاع المعيشية.