قطر تهاجم القمة الخليجية.. لصالح أجندات خارجية
قابلت قطر مطالبة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بالحفاظ على كيان مجلس التعاون الخليجي، ودعوة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بالتهدئة الإعلامية، بتصعيد إعلامي مكثف من قبل الدوحة ضد قمة مجلس التعاون الخليجي في دورتها التاسعة والثلاثين التي عقدت في الرياض، وبالأخص السعودية راعية القمة واصفة إياها بأنها تريد تأسيس تجمعها الخاص والعمل على فرض هيمنتها في المنطقة.
وتأتي قمة الرياض وسط أزمة خليجية مستمرة منذ منتصف 2017 عقب قطع السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر علاقاتها مع قطر.
وفرضت الدول الأربع “إجراءات عقابية” على قطر، متهمة إياها بـ”دعم الإرهاب”، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى “فرض الوصاية على القرار القطري”.
وشدد أمير الكويت بقوله “نواجه تھديدا خطيرا لوحدة موقفنا وتعريضا لمصالح أبناء دولنا للضياع وليبدأ العالم وبكل أسف بالنظر لنا على أننا كيان بدأ يعاني الاھتزاز وأن مصالحه لم تعد تحظى بالضمانات التي كنا نوفرها له في وحدة موقفنا وتماسك كياننا”.
وتابع “إننا على ثقة أيھا الإخوة بأنكم تشاركونني الرأي بأھمية الاستجابة لھذه الدعوة بوقف الحملات الإعلامية التي ستكون مدعاة ومقدمة لنا جميعا لتھيئة الأجواء التي ستقود حتما إلى تعزيز الفرص بقدرتنا على احتواء أبعاد ما نعانيه اليوم من خلاف”.
ورأت مصادر خليجية أن التصعيد الذي تنتهجه قطر على الرغم من دعوة أمير الكويت بوقف الحملات الإعلامية، ليس رد فعل عفويا، بل هو نتاج سلوك ممنهج هدفه الفتك بالصرح الخليجي الذي يمثل التجربة الإقليمية الناجحة الوحيدة في المنطقة.
وحث مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية الدول الخليجية على تسوية الخلافات في سبيل تشكيل تحالف أمني مقترح بالشرق الأوسط سيضم مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن.
وقال تيموثي ليندركينج نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الخليج خلال منتدى أمني بأبوظبي الأحد “نود أن نرى الوحدة تعود ليس بشروطنا وإنما بشروط الدول المعنية”.
ويجمع خبراء في الشؤون الخليجية على أن قطر تسعى لتعطيل العجلة الخليجية لصالح أجندات خارجية، لا سيما مع إيران وتركيا، وأن مقاومة الدوحة لدينامكية مجلس التعاون هدفها الاستمرار في مسعاها الطويل في العقود الأخيرة لتوفير كل سبل التهديد ضد كافة دول المجلس الأعضاء.
واعتبر وزير الإعلام السعودي عواد بن صالح العواد، أن القمة الخليجية تحمل رسائل ودلالات تتجاوز الدول الخليجية لتشمل المنطقة العربية والعالم الإسلامي.
وقال العواد لصحيفة ”العرب” إن مجلس التعاون “لا يؤثر على أبناء الخليج فقط وإنما يؤثر بما يملكه من ثقل واستقرار وقوة اقتصادية على العالم العربي والإسلامي، لذلك تتطلع كافة الدول بما فيها الدول الصديقة إلى نتائج هذه القمة التي تابعها أكثر من 300 إعلامي من مختلف أنحاء العالم”.
ولفتت مراجع دبلوماسية خليجية إلى أن قطر تتصرف بصفتها دولة كبرى تريد فرض خياراتها على الخليجيين وقمتهم. ورأى هؤلاء أن التصعيد القطري هدفه أيضا مواصلة الحملة التي تشنها الدوحة ومنابرها الإعلامية ضد السعودية بصفتها السقف الراعي لمسار التكامل الخليجي.
وشددت هذه المراجع على أن التصعيد القطري لا يعدو كونه ضجيجا يعبر عن ضيق خيارات الدوحة كما يعبر عن رهان قطر على تحولات تسعى إليها أنقرة وطهران، ويعكس توق الدوحة المستميت للاستفادة من أي ضغوط تمارس ضد الرياض في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.