بإعلان دعمها للحوثيين..إيران تسعى لإنشاء حزب الله جديد في اليمن

الخميس 20 ديسمبر 2018 18:57:00
بإعلان دعمها للحوثيين..إيران تسعى لإنشاء حزب الله جديد في اليمن

رأي المشهد العربي

تواصل إيران دعمها لمليشيا الحوثي الانقلابية، لتخريب وقتل الأبرياء في اليمن بدم بارد، وهو ما أكدته وزارة الخارجية الأمريكية، من خلال عرضها لأدلة جديدة من الدعم العسكري الإيراني للحوثيين.

وأعلن الممثل الأمريكي الخاص لشؤون إيران، بريان هوك، إن طهران تمد الحوثيين بأسلحة تمكنهم من استهداف طائرات التحالف، وإن ذلك عمق من الأزمة الإنسانية في اليمن، وإنها تسعى لخلق لبنان جديد هناك وتكرار نموذج حزب الله.

وفي اعتراف إيراني رسمي بدعم الميليشيات الانقلابية داخل اليمن، قال وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، إن بلاده تدعم الحوثي، مبينًا في تصريحات لوكالة «إيسنا» الرسمية، أمام ملتقى في طهران لقادة ميليشيات الباسيج التابعة للحرس الثوري، أن هذا الدعم هو دعم «معنوي».

ويأتي هذا الاعتراف بعد يومين من عرض وزارة الخارجية الأمريكية، أدلة جديدة على الدعم العسكري الإيراني للحوثيين.

ولا يعد اعتراف طهران جديدًا من نوعه، فقد سبق في الشهر الماضي أن أعلن نائب القائد العام لميليشيات الحرس الثوري، العميد حسين سلامي، خلال مؤتمر لدعم الحوثيين في العاصمة طهران، بأن إيران تقدم كل أشكال الدعم لميليشيات الحوثي قائلًا إن ذلك يأتي في إطار «الأخوة والوحدة» على حد تعبيره.

وفي مطلع 2016 تم تعيين اللواء إسماعيل أحمدي مقدّم، قائد الشرطة الإيرانية السابق، رئيسًا لما يسمى بـ«لجنة دعم الشعب اليمني»، والتي تتخصص في تقديم المساعدات للمتمردين الحوثيين.

ولم يتوقف الأمر عند إرسال الأسلحة وحسب، بل أيضًا أرسلت إيران عشرات الخبراء من الحرس الثوري وعناصر حزب الله اللبناني؛ إذ أعلن العميد مسفر الحارثي، قائد اللواء 19 مشاة في اليمن، في سبتمبر 2016، وجود 3 خبراء إيرانيين وآخر لبناني، يقاتلون ضمن ميليشيات الحوثي في مديرية بيحان بمحافظة شبوة، جنوبي البلاد.

وفي شهر مايو الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 5 أفراد من ميليشيات الحرس الثوري لدورهم في نقل الأسلحة إلى انقلابي اليمن، ولقيامهم بـ«تقديم خبرة فنية متعلقة بالصواريخ الباليستية.

وفي العام الماضي، اعترف رئيس مركز «عمّاريون» مهدي طائب، المقرب من المرشد، علي خامنئي، بأن دعم طهران لميليشيات الحوثي بالصواريخ يأتي بهدف مهاجمة المملكة العربية السعودية.

وأكدت مؤسسة «ريكيورديدفيوتشر» الأمريكية المتخصصة في أمن شبكات المعلومات، دور المخابرات الإيرانية في دعم ومساعدة الحوثيين في السيطرة على الفضاء الإلكتروني؛ ما يسمح للميليشيا بقيادة مزود خدمة الإنترنت الرئيسي في البلاد، وفرض الرقابة على الإنترنت، واختراق المواقع الحكومية، والاستيلاء على الأموال من الحسابات السرية.

وكشفت العقوبات التي فرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، في مايو 2018، عن أن 5 خبراء من الحرس الثوري الإيراني يقومون بتهريب ونقل الصواريخ والأسلحة إلى الميليشيات في اليمن، وهم «مهدي آذر بشه، ومحمد آقا جعفري، ومحمود باقري کاظم آباد، وجواد بردبار شير أمين، وسيد محمد علی حداد».

وإلى جانب الخبراء العسكريين من الحرس الثوري الإيراني، هناك القيادي في حزب الله ناصر أخضر، ووفقًا لتأكيدات مصدر يمني، فهو المسؤول الأول عن الملف اليمني، وهو إحدى حلقات الوصل مع إيران أيضًا؛ حيث إن مسؤولي إدارة الملف اليمني في طهران يتشاركون المعلومات والقرارات مع «أخضر» وسفارة طهران في صنعاء وشخصيات استشارية يمنية تقدم دراسات ومقترحات للجانب الإيراني.

وكشف المتحدث باسم التحالف العربي، تركي المالكي، خلال حوار مع محطة «سي إن إن»، مارس الماضي، طريقة تهريب إيران للأسلحة إلى الحوثيين، قائلًا: إن التهريب يبدأ من الضاحية الجنوبية في بيروت، ثم إلى سوريا، ثم إلى إيران عبر البحر، أو ما سمّاه السفينة الأم، ثم يقومون بتهريبها إلى داخل اليمن، مضيفًا أن ميناء «الحديدة» أصبح نقطة التهريب الرئيسية للصواريخ الباليستية داخل اليمن.

وكان آخر الشحنات الأسلحة التي تم ضبطها قبل وصولها لأيدي الحوثيين، في سبتمبر الماضي؛ إذ ضبطت البحرية الأمريكية أسلحة في قوارب صغيرة، عثرت بها على أكثر من 2500 بندقية هجومية من نوع كلاشنيكوف.

وعرضت وزارة الخارجية الأمريكية،نوفمبر الماضي، أدلة جديدة على الدعم العسكري الإيراني للحوثيين في اليمن، وشملت أجزاء الأسلحة المعروضة صاروخًا من طراز (صياد-2) أرض-جو، الذي ضبطته السلطات السعودية في أوائل العام الحالي وهو في طريقه للحوثيين في اليمن.

واستشهد البنتاجون بشعار شركة دفاعية إيرانية في القسم المخصص للرأس الحربي، وكذلك بكتابة باللغة الفارسية على الصاروخ من بين الأدلة على أن الأسلحة إيرانية.

وفي أغسطس الماضي، قدمت لجنة خبراء تقريرًا سريًّا لمجلس الأمن في الأمم المتحدة، تقول فيه: إن الحوثيين مازالوا يتزودون بصواريخ باليستية وطائرات بلا طيار من إيران بعد فرض الحظر على الأسلحة عام 2015.