سياحة في أفكار اللواء أحمد بن بريك 

السبت 22 ديسمبر 2018م .زمانا ومقر الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي بمنطقة جولد مور بمديرية التواهي مكانا قضيت زهاء الساعة في حضرة اللواء أحمد سعيد بن بريم وكانت للأمانة ساعة ثمينة من العمر لأنني استشرقت آفاق شخصية من العيار الثقيل شغلت مسؤوليات نوعية وكل مسؤولية لها خصوصيتها فقد كان في يوم من الايام احد اركان القوات المسلحة وقاد معارك عسكرية لها مخاطرها وارضها المزروعة بالألغام والآفات ما انزل الله بها من سلطان , آفات تتجاوز حدود وقدرات دول المنطقة وكسب تلك المعارك والرجل مشهور في ادارة العمليات بل والتخطيط لها ..

تم شغل الرجل مسؤولية لها حساسيتها ذلك أنه كان محافظا لمحافظة حضرموت التي كانت مساحتها تعادل ثلثي( 2/3 ) من مساحة المملكة المتوكلية اليمنية وريثتها الجمهورية  العربية اليمنية التي توحدت مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يوم 22 مايو1990م والتي أصبحت أرضا محتلة بدلا من أرض مشتركة وبعد حرب صيف 1994م التي انتهت بانتصار ج.ع.ي على ج.ي.د.ش شكلا وانتصار زمرة 13يناير 1986م على طغمة نفس اليوم المذكور وعلى امل اللقاء في حرب ينايرية ثالثة بينهما ستقرر ساعة الصفر في الخارج ....

حضرموت كما اسلفت لها خصوصيتها لأنها دولة بكل المقاييس تملك الأرض والبحر والجبل والثروة مواد ما تحت الأرض أو ما فوق الأرض أو التي في البحر وتمتلك شريطا  طويلا من بحر العرب وعمقه المحيط الهندي ....

وقف الرجل أمام سلطته كمحافظ لدولة حضرموت ( القعيطية والكثيرية ) وتوصل الى كشف المستور الذي تشيب له رؤوس الولدان وعرف الأرقام والتفاصيل الخاصة بالثروات المعدنية والبحرية والتفاصيل بمجملها تعري واقعا قبيحا لا نظير له في أي بقعة من بقاع الكون ...

الرجل تمت إزاحته من موقعه في القوات المسلحة تم ازيح من موقعه في  دولة حضرموت لأنه لم يكن الرجل المطيعة للأقوياء يسلم بحقهم ويأخذ حقة و يا دار ما دخلك شر ولست افضل من الذي سبقوك ....

خرج اللواء بن بريك , متعه الله بالصحة والتوفيق في مهامه المفخخة قطريا واقليميا ودوليا , حيث انتقل الى كوكب المجلس الانتقالي من الكوكبين السابقين : كوكب الأركان العامة للقوات المسلحة وكوكب حضرموت والرجل في وضعه الحالي اشبه بسائق يسوق عربة ميكانيكية بمساقات اربعة ( اربعة جيرات ) (4 GEARS ) حين تنقضي الحكمة بأن يدفع العربة بقوة باستخدام الجير الأول وحينا ينتقل إلى الجير الرابع تم يجد نفسه مضطرا لاستخدام الجير الخلفي ( الريوس REVERSE ) ....

تحدث اللواء بن بريك وقال لي بأني واقف بين علي أحمد باكثير والشيخ محمد عمر بامشموس فقد قال باكثير : إذا ثقفت يوما حضرميا لجاءك اية في النابغين إلا انك تجد حلاوتها عندما ينطقها الشيخ بامشموس بحركة تمثيلية جميلة ذلك أنني وجدت نفسي امام محدث متمكن وبعد اللواء بن بريك الذي انتقلت معه في سياحة أفكاره تحدث في جملة همومة لم يشغله هو وحسب بل وتشغل كل قوى المجتمع لأن الهموم التي أثارتها هي تشغلنني أيضا بل وكتبت فيها ....

تحدث الرجل عن سلبيات وسوء ممارسات من أصحابنا ..وتحدث عن العصبيات والبسط على الاراضي وفساد في بعض الاجهزة المدنية والعسكرية أو قل الامنية .. الرجل لا يخاف الغزو  من الخارج لأنه صاحب قضية لكنه يخاف من الغزو من الداخل بتعريف الراحل الكبير عبدالله البردوني ...

اسلوب الرجل جميل وذلك أنك تراه تلقائيا في تناوله للسلبيات المرصودة في الساحة وحينا يلجا الى "الدحش" أي انه يترك المطرقة حين و يلجا للدبابيس حين آخر وكيف لا وهو واسع الاطلاع في تراثه الحضري وخاصة في أدب حسين ابو بكر المحضار ....

في نهاية الجولة ستوضع معالجات خارجية لمجمل القضايا العالقة وارى ان المحطة الاخيرة للواء احمد سعيد بن بريك هم صدور قرار جمهوري بتعيينه سفيرا لدى احدى بلدان وبذلك سيتم نفيه من البلاد لأنه تعامل مع مسؤولياته بأمانه وصدق وامثال هؤلاء لا بقاء لهم في الداخل بل ويكون لهم بقاء إلا في خارج الا الموت وسلامتك من الموت يا حضرة اللواء ...