البضاعة الفاسدة تقتل لا تعالج !

تبذل هذه الأيام جهود كبيرة ومضاعفة في المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي، وذلك بهدف إعادة احياء البرلمان اليمني المنتهي الصلاحية منذُ 10 سنوات كاملة .

حيث تم تجميع أعضاء البرلمان من مختلف البلدان، والمناطق، مع أن بعض الأعضاء بات يعاني الأمراض ومنهم من فقد عقله وصحته، والبعض الآخر ما زال يٌدين بالولاء لمليشيا الحوثي ويعبر عن ذلك صراحة.

حيث عقد أول لقاء مع الرئيس هادي يوم الخميس الماضي، ويتم التحضير لنقل البرلمان إلى عدن لعقد جلسة جديدة يشرعن فيها الفشل والفساد والانتهازية .

وللأخوة في التحالف العربي نقول لهم  تعلمون جميعاً ان البضاعة المنتهية الصلاحية إعادة بيعها او الترويج لها جريمة تستحق العقوبة، لأنها في المجمل تؤدي إلى إنتشار الأمراض الخطيرة  والاوبئة وربما الوفاة.

ومن غير المعقول أن يتم علاج جسد المريض بأدوية أو أغذية منتهية الصلاحية ذلك جنون كبير ومخاطرة تستحق العقوبة .

والمؤسف اليوم انتم تقومون بهذا العمل ضد الشعب اليمني المريض الذي يعاني ويلات المليشيا الحوثية وويلات الحروب وتفرضوا عليه برلمان منتهي الصلاحية من مدة طويلة جداً ولا يمثل إرادته ولا التضحيات الكبرى التي قدمت.

الاستعانة بمجلس نواب منتهي الصلاحية منذ 10 سنوات والسعي إلى معالجة القضية والمشكلة اليمنية بهذا البرلمان المنتهي الصلاحية، كارثة حقيقة على الشعب اليمني شمالاً وجنوباً وعلى التحالف العربي وما حققه من إنجازات في محاربة التمدد الإيراني في المنطقة .

في اليمن حدثت تحولات كبرى بعد انتهاء صلاحية البرلمان في العام 2009 حدثت انتفاضة جنوبية شاملة ومازالت مستمرة، ثورة للشباب اليمني في الشمال، أعقبها مبادرة خليجية علقت العمل بالدستور ومن ثم مؤتمر حوار افضى الى مناصفة البرلمان بين الشمال والجنوب، حرب طاحنة شنتها مليشيا الحوثي على البلاد، وانقلبت فيها على الشرعية وكل مؤسسات الدولة، تدخل للتحالف العربي لإنقاذ البلد وانتصارات في الجنوب تمكن خلالها أبناء الجنوب بدعم التحالف من تحقيق نصر كبير لهم وللتحالف العربي ومن خلال هذا النصر غيروا المعادلة بشكل كامل.

كل هذه المتغيرات التي حدثت يجب أن يتم النظر اليها ومعالجتها بأدوات جديدة، تساهم في خروج اليمن من محنته لا الاستعانة ببرلمان منتهي الصلاحية منذ 10 سنوات وتوفي أكثر من 32 من أعضائه، وضعف هذا الرقم يعانون من أمراض مزمنة تجعلهم غير مؤهلين ولا مستوعبين للأحداث والمتغيرات التي شهدتها البلد والمنطقة، علاوة على ذلك ان إعادة احياء البرلمان نسف كامل لمخرجات الحوار والمبادرة الخليجية والقرارات الدولية.

وبغض النظر عن انتهاء صلاحية البرلمان فهو لا يمثل الطيف الجنوبي، وهو أساس المشكلة الجنوبية بسبب عدم التمثيل العادل لأبناء الجنوب، حيث مثلوا بحدود 55 مقعداً من 301 مقعد رغـــم أن المساحة الجغرافية للجنوب تقريبــاً 75 % من مساحة اليمن بالإضافة إلى الثروة والمواقع الهام، كل ذلك يجعل أبناء الجنوب يرفضون مجلس النواب والقرارات الصادرة عنه، ولا سيما بعد التضحيات الجسيمة التي قدموها ومازالوا.

أضف إلى ذلك كلنا يعلم كيف تمت انتخابات 2003 في عهد الرئيس السابق، وكيف تم تجاهل إرادة الجنوبيين وتزويرها وكيف تم استخدام النفوذ والأموال للسيطرة على مقاعد الجنوب القليلة جداً.

على الأخوة في السعودية أن يدركوا مخاطر شرعنة الفساد والانتهازية والفوضى مرة أخرى في البلد عبر برلمان منتهي الصلاحية، إذا كان البرلمان بعز قوته وقوة النظام السابق لم يستطيع أن يقدم شي للبلد ولا للمحيط العربي، فكيف اليوم أن يقدم شي وهو منهي الصلاحية والبلد تعيش وضع معقد على كافة المستويات.

ابحثوا عن أدوات حل جديدة تساهم في أخراج اليمن من محنته بشكل جدي، بعيداً عن الأدوات الفاشلة التي اوصلتنا واوصلتكم إلى ما وصلنا إليه اليوم، تكرار الأخطاء وعدم التعلم منها، نتائجه كارثية ليس علينا فقط ولكن على المنطقة برمتها .

من حق أبناء الجنوب اليوم أن يرفضوا بل ويمنعوا عقد مجلس النواب في عدن، ومن حق أبناء اليمن بشكل عام أن يرفضوا أي قرارات صادرة عن برلمان منتهي الصلاحية، لأن الناس سئمت من الترقيع والحلول التي تؤسس لجولات صراع جديدة .

راجعوا حساباتكم قبل أن تحل الكارثة على الجميع ...