مشاورات عدن إضافة نوعية لصوت عدن

سعدت كثيراً خلال الفترة 25 / 26 ديسمبر 2018م لمشاركتي ضمن مشاركين في فعالية «مشاورات عدن» التي نظمها منتدى التنمية السياسية (الأستاذ علي سيف حسن) بالشراكة مع مؤسسة Berghof (الدكتورة نادية الكوكباني) بتمويل من الحكومة الألمانية الاتحادية كجزء من المشروع المشترك بينهما برنامج دعم الحوار السياسي (PDSP) في اليمن، وأدارت دفة الفعالية باقتدار الأستاذة رضية شمشير في قاعة سقطرى بفندق كورال بخور مكسر.

يمثل المشاركون المكونات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الرئيسية في عدن وتجسد الموازييك من خلال المشاركين: القاضي فهيم عبدالله محسن الحضرمي والأستاذ أبوبكر باعبيد، رئيس غرفة عدن والدكتور عبدالعزيز الدالي وإحسان عبيد سعد وقاسم داود وعبدالسلام صالح حميد ومنى سعيد هيثم والدكتورة أسماء الريمي وعبدالله الصهيبي وعيشة بن طالب ود.زينب محمد عمر ونجيب محمد يابلي.

الأستاذ علي سيف حسن المدير التنفيذي لإحدى الجهتين المنظمتين لـ«مشاورات عدن» تحول من مشرف إلى عاشق للمشاركين في الفعالية وأعلنها على رؤوس الأشهاد بأنه نظم العديد من الفعاليات المشابهة إلا أنه لم يجد مشاركين بهذا النضج الذي يراه في هذه الفعالية وهي شهادة نعتز بها من أحد فرسان المجتمع المدني على مدى أكثر من ثلاثة عقود.
توزع المشاركون في ثلاث مجموعات عمل للإجابة على هذه الأسئلة:

- من نحن؟ ماذا نريد؟
- على ماذا نعمل (قضايا، معوقات وتحديات)
- التحديات وسبل مواجهتها أو قل الحلول لأننا نقدم تصورات ومقترحات لأننا معنيون بهذه المدينة الطيبة «عدن».

تصدرت الجلسة الأولى كلمة ألقاها اللواء عبدالناصر عثمان، وكيل وزارة الداخلية، وحقيقة كانت كلمته نابعة من العقل ومن القلب وقال إن عدن بحاجة للنصح.. عدن تعيش حالة حرب ووقفنا امام مخلفات الحرب عام 2016م.. لا نعول كثيراً على مخرجات الإعلام لأن البعض يبالغ أو يشوه الحقائق، وأعرب عن أمله بأن تخرج مشاورات عدن بخارطة طريق.
حددت مجموعات العمل المشاكل والتحديات التي تواجهها عدن منها الصحة والتعليم وتنوع الأمن واتجاه التوظيف وتوفير الخدمات (ماء وكهرباء ووقود) ثقافة العنف.. القبول بالآخر. 

مجموعة «مشاورات عدن» ستجتمع بانتظام (مرة إلى مرتين في الشهر) وستسبر أغوار ملف عدن وستستضيف المجموعة مسؤولين محليين كلاً في مجال اختصاصه للبحث في الأزمة والوقوف أمام المعوقات والحلول الموضوعية لها.
النشاط يرتكز على تنوع المشاركين وتنوع الأفكار والقبول بالآخر والرأي والرأي الآخر، ومن واقع قراءاتي أن قواعد المناقشة على الطريقة الألمانية والتي تدرس في مدارس ألمانيا والقواعد الخمسون عرفن قبول الاختلاف والتعايش الإيجابي بين البشر، فلابد من معرفة التالي عندما تناقش:

1 - أنا لست أنت 2 - ليس شرطاً ان تقتنع بما أقتنعُ به 3 - ليس من الضرورة أن ترى ما أرى 4 - الاختلاف شيء طبيعي في الحياة 5 - يستحيل أن ترى بزاوية 360 درجة 6 - معرفة الناس للتعايش معهم لا لتغييرهم.
7 - ما تصلح له أنت لا أصلح له أنا 8 - فهمي لك لا يعني القناعة بما تقول 9 - ما يزعجك ممكن لا يزعجني 10 - الحوار للإقناع وليس للإلزام 11 - لا تتصيد عثراتي 12 - لا تمارس عليّ دور الأستاذ.

أكتفي بهذا القدر من القواعد الخمسين الجميلة، وعندما يدخل أحدنا على شبكات التواصل الاجتماعي يصاب بالسأم والإحباط عندما يقرأ سفاهات وتفاهات وشتائم ما أنزل الله بها من سلطان، ونسأل الله السلامة لأن الواقع المعاش مفتعل وصناعة استخبارية خارجية.