هربًا من الفقر.. النساء بالمحافظات الجنوبية يلجأن للحرف اليدوية ( صور )
لجأت كثير من النساء في المحافظات الجنوبية إلى امتهان الحرف اليدوية، بفعل الظروف الصعبة التي شهدتها البلاد، كما عزز من ذلك التوجه الارتباط الوثيق لتلك الحرف بحياة ومعيشة الإنسان، خاصة في المحافظات الجنوبية.
ومن أبرز تلك المحاضن التي تعني بأمثال هذه الحرف والمشغولات اليدوية؛ جهاز محو الأمية وتعليم الكبار التابع لوزارة التربية والتعليم، وعلى الرغم من كون أغلب هذه المراكز تعاني من فقر حاد في التأثيث والإمكانيات والدعم، إلا أنها تكافح من أجل البقاء.
أكد ذلك لـ(المشهد العربي) القائم بأعمال جهاز محو الأمية وتعليم الكبار ورئيس الجهاز فرع عدن محمد السقاف، قائلًا: "إننا نفتقر في مراكز تعليم إلى كثير من التأثيث، وتوفير أدوات التدريب على الحرف اليدوية وصناعتها، على الرغم من وجود 55 مركزًا دراسيًا و12 مركزًا للتدريب النسوي على المهارات والحرف".
وأضاف: "إننا نسعى إلى تعويض ذلك الفقر من خلال علاقتنا مع تجار ومغتربين وشخصيات اجتماعية لدعم أمثال هذه المراكز، أما من حيث المنظمات الدولية، فهي عادة ما تهمش أمثال هذه القطاعات".
وأكد السقاف ضرورة أن تحتل أمثال هذه المراكز أهمية، مطالبًا المعنيين بأن يولوا اهتمامًا لأمثال هذه القطاعات؛ لما تحتله من مكانة مجتمعية، خاصة لشريحة النساء.
من جانبها، قالت مدير عام إدارة المرأة برئاسة جهاز الأمية وتعليم الكبار نبيلة دعدع، لـ(المشهد العربي): "إننا في الجهاز نسعى إلى محاربة الأمية، ولا بد أن نقف ضد الأمية، لا سيما أن عدن تعاني اليوم من 17% من الأمية".
وأوضحت أن "ذلك الدور يهدف إلى استعادة التعليم الحرفي الرائد والبارز في مدينة عدن؛ لما من شأنه تحقيق التنمية المجتمعية، وينبغي ألا نقتصر على مفهوم محو الأمية لدى الكبار عند حدود القراءة والكتابة، وإنما نتجاوز إلى مستوى محو الأمية المهنية والثقافية والحرفية".
شارك في "المعرض السنوي للمراكز السنوية" عدد من النسوة قدمن منتجات محلية من واقع محافظاتهن الجنوبية، حيث شاركت فيه محافظات عدن وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة، وذلك بمناسبة إقامة فعاليات "اليوم العربي لمحو الأمية" التي نُظمت في العاصمة عدن بمديرية المنصورة تحت شعار "نحو انطلاقة جديدة للقضاء على الأمية وإرساء نظام تعليم الكبار".
من جهتها، قالت مدير دائرة المرأة بجهاز الأمية بمحافظة أبين راجية سالم، لـ(المشهد العربي): "حرصنا على تقديم العديد من المشغولات من محافظة أبين، وغالبًا ما يتم إنتاج هذه المنتجات من قِبل جمعيات نسوية ضمن جهاز الأمية، حيث عملت على إنتاجها وتوزيعها على السوق المحلية بمحافظتي عدن وأبين".
بدورها، قالت الموجهة بدائرة محو الأمية بمديرية تريم بمحافظة حضرموت تمني عبد الله، لـ(المشهد العربي): "إننا نشارك لأول مرة في مثل هذا المعرض كأول معرض للدراسات في جهاز محو الأمية النسوية للأشغال اليدوية والتدبير المنزلي".
وأشارت إلى أن "المشاركة أتاحت لنا التعرف على مدى جهد المراكز الأخرى من المحافظات الجنوبية والذي يضعنا أمام مجمل الاستفادة من الدورات والتأهيل الذي تم تنظيمه سابقًا، وتبادل الخبرات والمعارف".
وأعربت عبد الله عن تمنيها أن تحظى المراكز بمزيد من الدعم والتطوير، وتزويد المراكز بمدربين ذوي خبرة، وتحديث الفروع بالإمكانيات والآلات الحديثة، منوهةً بأنها أيضًا رغبة أغلب رؤساء القطاعات بجهاز محو الأمية بالمحافظات.
وختامًا، تبقى الحاجة قائمة للتحرر من قبضة الجهل، بانتزاع فرصة التعلم كضرورة وحاجة إنسانية لرسم ملامح المستقبل في بلد لطالما تأخر عن كل تقنيات الدول المتقدمة.