بين تأبين وتشييع حزن وألم ودعوة للمراجعة ...
ياسر اليافعي
- الريال اليمني ينهار وغياب الحلول يعمق الأزمة!
- التحالفات غير الوطنية، طريق الحوثيين إلى السلطة!
- ما الفائدة من حضور الرئيس الزبيدي في الأمم المتحدة؟
- علي عشال الجعدني
حضرت صباح اليوم اربعينية الفقيدة المناضلة زهراء صالح، وخلال حفل التأبين تم عرض فيلم وثائقي يخلد حياتها وتاريخها النضالي، ويجسد الأدوار التي لعبتها في الحراك الجنوبي، ومواجهتها بطش وجبروت نظام علي عبدالله صالح ومن بعده قوات حزب الإصلاح التي حكمت عدن بعد 2012م شعرت بحجم القهر والألم لفقدان هذه المناضلة التي رحلت ولم ترى حلمها يتحقق واقعاً، وما زاد الحزن والألم، شهادة بعض من رافقها خلال السنوات الماضية عن اعمالها الخيرية التي لم يكن احد على علم بها غيرها ومن تثق بهم .
ورغم ذلك كان هناك من يخونها ويتهمها ويطعن في ذمتها حتى انتقلت الى الرفيق الأعلى .
خرجت من قاعة التأبين في مدينة المعلا مبكراً كي الحق تشييع جثمان الشهيد اللواء الركن محمد صالح طماح، وانا محمل بألم وحزن شديد ضاعفه تذكري لقيادات جنوبية رحلت مبكراً مثل صالح يحيى سعيد، والمهندس عبدالله الضالعي، أبو محمد الحدي، واحمد سيف المحرمي، عمر سعيد الصبيحي، اللواء جعفر محمد سعد، واللواء علي ناصر هادي وقائمة طويلة من المناضلين واخرهم اللواء الركن محمد صالح طماح، تذكرت ادوارهم النضالية وتشرد بعضهم في الجبال والقرى هرباً من جبروت نظام صالح، وكذلك مساعيهم لترسيخ مبدأ التصالح والتسامح الذي يوشك على الانهيار بسبب ما نراه اليوم من ممارسات سيئة واعلام قذر يهدف الى تدمير كل تلك التضحيات.
وبعد استعادة شريط طويل من الذكريات المصحوبة بالقهر والألم ممزوج بالفخر والاعتزاز، وصلت الى جامع الفردوس في المنصورة، الذي كان ممتلئ بالمصلين من مختلف المناطق الجنوبية، قيادات مواطنين عاديين مسؤولين كبار في الدولة، وخلال الانتظار للصلاة، تذكرت من سبق وصلينا عليهم في نفس المسجد خلال السنوات الأخيرة مثل الشهيد احمد سيف، والشهيد حسين قماطه، والشهيد صبري الجوهري، والشهيد ابومحمد الحدي الى الشهيد محمد صالح طماح، فتضاعف الحزن والألم والقهر معاً ودعيت الله ان يغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته، كما دعيت الله ان يهدي نفوس أبناء الجنوب وان يعودوا الى رشدهم والى الطريق الذي استشهد من اجله الالاف من أبناء الجنوب .
صلينا على الشهيد طماح ووسط زحمة شديدة وفي موكب جنائري مهيب وكبير جداً وصلنا مقبرة أبو حربة، وشاهدت أقرباء ومحبي الشهيد طماح وسط حزن وألم يوارون الثرى على جثمانه الطاهر، وتمنيت في هذه اللحظات ان ندفن الحقد والمناطقية والمتاجرة بالدماء الى الأبد ..
وبين تأبين وتشييع لقيادات صالت وجالت في أرض الجنوب ندعوا كافة أبناء الجنوب ان يتذكروا هذه التضحيات الجسيمة وان يجعلوها نبراساً لمواصلة المضي في تحقيق الأهداف التي رسمها أبناء شعبنا وقدم من اجلها تضحيات جليلة، وان يحذروا مما يخطط له الأعداء لدفن قضيتنا بعد ان دفنوا قادتنا.