تقرير أمريكي: بوتن يسعى لتطبيق التجربة الشيشانية في سوريا
كشف تقرير أمريكي بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يسعى إلى تطبيق التجربة الشيشانية في سوريا لاحتواء أي معارضة ضد حليفه رئيس النظام بشار الأسد؛ ما سيؤدي إلى استمرار التوتر الداخلي لسنوات قادمة.
وقال تقرير نشرته صحيفة “هيل” المختصة بشؤون البيت الأبيض ومجلس الشيوخ الأمريكي إن بوتين لديه الآن فرصة أكبر لتطبيق هذا النموذج بعد قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا.
ولفت التقرير، الذي نُشر أمس الجمعة، إلى قيام بوتين باستخدام القبضة الفولاذية ضد المتمردين الشيشان المعارضين لموسكو خلال الحرب بين عامي 1999 و 2009 ولجوئه إلى “تسوية العاصمة الشيشانية غروزني بالأرض” لإخضاع المتمردين وإنشاء حكومة موالية له.
واعتبر التقرير أن بوتين انتهج سياسة في سوريا مماثلة لسياسته في الشيشان من حيث استبعاد أو تهميش أحزاب المعارضة السورية التي تطالب بتنحية بشار، مشيرًا إلى أن موسكو أشرفت على عقد جولات عديدة من مفاوضات السلام السورية في أستانة وسوشي في الفترة الأخيرة لكنها لم تحرز أي تقدم حقيقي فيما تم تهميش الأحزاب التي تعتبرها روسيا صديقة للولايات المتحدة.
وأوضح بأنه على الرغم من تنصيب نظام في الشيشان موال لروسيا واستمرار بوتين في تطبيق القبضة الحديدية هناك، إلا أن التوتر بين مختلف الفرقاء الشيشان لا يزال مستمرًا “على نار هادئة” ولن تهدئها أي قوة مهما كانت شراستها على حد تعبيره.
وقال التقرير: “تعتبر سوريا أكثر تعقيدًا من الشيشان نظرًا لوجود لاعبين أكثر ينتهجون سياسات مختلفة ومتنافسة أحيانًا ولذلك فإن مهمة بوتين تعتبر صعبة جدًا”.
وأضاف: “في الشيشان نجح بوتين في تنصيب زعيم من اختياره في حين أنه ليس هناك أي بديل لبشار لأنه موجود منذ البداية.. لكن في كلتا الحالتين يعتقد صناع القرار في الدول الغربية بأن الوصول إلى حل حقيقي للصراع في سوريا هو بيد بوتين”.
وختم التقرير: “الحقيقة أن الزعيم الرئيسي هو الآن في مركز أفضل لتطبيق التجربة الشيشانية في سوريا، لكنه قد يفشل في الوصول إلى حل حقيقي للصراع ويسعى بدلاً من ذلك إلى تجميد ذلك الصراع فقط ما يعني أن صراعًا هادئًا بإدارة بوتين سيستمر لسنوات عديدة”.