كيف تحاول إيران خلق حزب الله آخر بسوريا؟
الأربعاء 23 يناير 2019 18:44:01
تحاول إيران ونظامها الإرهابي، خلق وتأسيس المزيد من المليشيات حول العالم العربي على غرار حزب الله اللبناني في تنظيمه وتسليحه، لسيما في سوريا بعد تشكيل مليشيات الحوثي باليمن والحشد الشعبي بالعراق، حيث ذكر مركز أبحاث أمريكي، أن إيران تستخدم الوسائل غير العسكرية للهيمنة على سوريا، مستفيدة من تجربتها في السيطرة على لبنان من خلال دعمها لحزب الله.
وأكد معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن القادة الإيرانيين يدركون أن تأمين نفوذ قوي بعيد المدى في سوريا، يتطلب استخدام أكثر من الوسائل العسكرية لتشمل مجالات صحية وتعليمية ودينية.
وقال التقرير:تطبق تقوم إيران الممارسات ذاتها التي طبقتها في لبنان عبر حليفها القوي حزب الله، الذي أصبح يسيطر على كثير من مجالات الحياة في لبنان، ليس من خلال القوة العسكرية فحسب بل بالوسائل السياسية والدينية والثقافية.
وكشف التقرير أن إيران التي تملك قوات عسكرية كبيرة متحالفة مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، تقوم بشكل مستمر بشراء العقار وتغيير المناطق الديمغرافية وتطوير شبكات مساندة لها بين دمشق والحدود اللبنانية، بهدف إقامة منطقة جغرافية تحت سيطرتها الكاملة مثلما فعل حزب الله بالسيطرة على ضاحية بيروت الجنوبية.
وذكر التقرير، أن إيران تقوم بالاستثمار بكثافة في مدينة دمشق وضواحيها وفي المناطق الممتدة من ضاحية السيدة زينب التي تسكنها أكثرية شيعية حتى الحدود اللبنانية، وذلك بهدف إحداث تغييرات ديمغرافية شاملة.
ولفت إلى أنه خلال السنة الماضية تم إجبار السكان المسلمين السنة على مغادرة منازلهم في بعض تلك المناطق، وإحلال جماعات موالية للأسد مكانهم.
وأوضح أن الأسد أصدر قانونًا العام الماضي من أجل تحقيق ذلك الهدف، الذي يقضي بمنح مالكي تلك المنازل فترة شهر لتقديم سند ملكية لبيوتهم، مشيرًا إلى أن القانون «أضفى الشرعية وأعطى غطاءً قانونيًّا لطرد السنة من منازلهم»، لا سيما أن معظم اللاجئين الذين أرادوا العودة إلى تلك المنازل هم من السنة ولم يتسنَّ لهم العودة خلال شهر.
وقال التقرير:استغل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الموقف بشراء منازل كثيرة، إذ بلغ عدد المنازل التي تم شراؤها وإسكان مسلمين شيعة فيها، أكثر من 8 آلاف منزل خلال ثلاث سنوات.
وأضاف: كما تقوم إيران بتحويل بعض مساجد المسلمين السنة إلى مراكز دينية شيعية وبناء مساجد ومدارس وقاعات اجتماعات للشيعة في مناطق السنة.
وأفاد التقرير، بأن إيران تقوم -أيضًا- بتعزيز وجودها العسكري والمدني خارج دمشق لتحقيق هدفها إنشاء جسر بري يربطها مع العراق وسوريا ولبنان، مؤكدًا أن قيامها بإنشاء مراكز مدنية وعسكرية كثيرة في مدينة درعا جنوب والمناطق المحيطة بها جنوب غرب سوريا خلال الأشهر الستة الماضية.
ولفت إلى مرسوم آخر أصدره الأسد بفتح معاهد لتعليم اللغة الفارسية في عدد من المؤسسات التعليمية، بما فيها جامعة دمشق وجامعة حزب البعث بمدينة حمص وجامعة تشرين في مدينة اللاذقية وجامعات أخرى، موضحًا أن هذه المعاهد تهدف إلى تسهيل وصول طهران إلى الطلاب السوريين، خاصة أن برامج الدراسة تتضمن رحلات مجانية إلى إيران.
وختم: إيران فتحت أيضاً مركز مدارس خاصة لتعليم اللغة الفارسية دون مستوى الجامعة، وذلك في دمشق وحماة ودير الزور، لافتًا إلى أن طلاب هذه المدارس يتلقون حوافز مالية بهدف تشجيعهم على إتمام الدراسة.