مليشيا الحوثي تجدّد خرق هدنة الحديدة بعد ساعات من مغادرة جريفيث

الأربعاء 30 يناير 2019 15:17:34
مليشيا الحوثي تجدّد خرق "هدنة الحديدة" بعد ساعات من مغادرة جريفيث
جدّدت مليشيا الحوثي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، وذلك بعد ساعات من مغادرة المبعوث الأممي مارتن جريفيث للمدينة.
ونقلت فضائية "العربية" عن مصادر ميدانية - اليوم الأربعاء - قولها إنّ اشتباكات وقعت بين عناصر المليشيات وقوات الجيش والمقاومة في مناطق التماس واستمرت حتى ساعات الفجر، ونجح الجيش في صد محاولات تسلل للعناصر الحوثية إلى مواقعه وكذا إلى بعض الأحياء جنوب وشرق المدينة.
وأضافت المصادر أنّ الاشتباكات تركّزت في مناطق شرق حي 7 يوليو وسوق الحلقة وشارع الخمسين شرقي المدينة، وفي محيط الجامعة وحي الربصا جنوبًا، واستخدم مختلف الأسلحة.
و"زيارة جريفيث" هي الأولى للمدينة منذ توقيع اتفاق السويد في ديسمبر الماضي، في وقتٍ تواصل فيها المليشيات تعنتها بخرق الهدنة واستهداف الممتلكات العامة والخاصة والأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة والقذائف مخلفة دماراً واسعاً بالبنى التحتية والمساكن العامة وموقعة ضحايا وسط المدنيين بالمئات. 
وأمس الثلاثاء، هاجم الحوثيون، ضباط الارتباط التابعين للأمم المتحدة وللجانب الحكومي، والفريق الهندسي المكلف بمسح ونزع الألغام لتأمين الطريق بوابل من النيران، ومنعوا وصول فريقٌ أممي برئاسة الجنرال باتريك كاميرت إلى مطاحن البحر الأحمر في مدينة الحديدة. 
وقال الناطق باسم الحكومة راجح بادي إنّ الضباط الحكوميين تحركوا في الساعة الثامنة صباحاً إلى مطاحن البحر الأحمر ومنها إلى خطوط التماس في منطقة كيلو 13 في تمام الساعة التاسعة صباحاً مع ضباط الارتباط التابعين للأمم المتحدة والإعلاميين والفريق الهندسي المكلف بمسح ونزع الألغام لتأمين الطريق وتم تصفية شبكات الألغام من قوس النصر الى قريب خط التماس. 
وبُعيد ذلك، فوجئ أعضاء الفريق بوابل من النيران الحوثية، رغم أنّه كان قد تمّ التنسيق مسبقاً مع مندوب الأمم المتحدة الذي بدوره أخبر الفريق بأنّ الحوثيين وعدوه بوقف إطلاق النار ونزع الألغام.
وأضاف المتحدث أنّ ضابط الارتباط انتظر دخول مندوب الأمم المتحدة إلى مطاحن البحر الأحمر، لكن المليشيات رفضت السماح بفتح الطريق، وفي وقت لاحق أبلغ مندوب الأمم المتحدة الجانب الحكومي بعد انتظار طويل أنّ الحوثيين منعوهم من الوصول إلى المطاحن، وطلب منهم العودة حتى إشعار آخر. 
جاء ذلك بعد أيام من قصف مليشيا الحوثي لمطاحن وصوامع البحر الأحمر في الحديدة بقذائف الهاون والهاوزر، ما أدّى إلى احتراقه بالكامل وتضرر أجزاء أخرى من الصوامع مخلفة أضراراً مادية بالغة، يوم السبت الماضي. 
وكان الهدف من القصف منع زيارة كانت مقررة لهيئة الأمم المتحدة للمطاحن وعرقلة اتفاق تسهيل توزيع المواد الإغاثية لصنعاء والشريط الساحلي، في إطار تعنت وفد الحوثي في اللجنة المشتركة ورفضه فتح طرق آمنة وإزالة الألغام لتسيير الإمدادات الغذائية والإغاثية. 
يُشار إلى أنّه في 13 ديسمبر الماضي، وُقّع على اتفاق السويد في العاصمة ستوكهولم، وتضمّن بنوداً على الوضع في الحديدة، منها إعادة انتشار للقوات من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ، وإزالة جميع المظاهر العسكرية المسلحة في المدينة، إنشاء لجنة تنسيق إعادة انتشار مشتركة ومتفق عليها برئاسة الأمم المتحدة، وتضم أعضاء من الطرفين، لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار.