قيادي يكشف لـ(المشهد العربي) كيف تخطط إيران لإبادة الأحواز! (حوار)

الثلاثاء 5 فبراير 2019 21:35:00
قيادي يكشف لـ(المشهد العربي) كيف تخطط إيران لإبادة الأحواز! (حوار)


رئيس "شرعية الأحواز": النظام الإيراني تعمد فتح السدود لإغراق أراضي ومساكن الأحوازيين بهدف تهجيره.

رئيس "شرعية الأحواز": نحمل النظام الإيراني مسؤولية سلامة المعتقلين ونطالب المجتمع الدولي بالتدخل.


تشهد الأحواز العربية المُحتلة من قِبل إيران منذ عام 1925، الواقعة على حدود البصرة والمطلة على الخليج العربي، موجة غضب عارمة نتيجة الانتهاكات اليومية التي ترتكبها إيران ضد أبناء الشعب المُحتل.

وبحسب رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة شرعية الأحواز الدكتور عارف الكعبي، بلغت الانتهاكات درجة فتح النظام الإيراني السدود وإغراق مدن أحوازية كاملة بهدف تجريف الأراضي الزراعية وإخلاء المنازل من سكانها تمهيدًا لبناء المستوطنات الفارسية وتغيير التركيبة الديموغرافية للأحواز، علاوة على نهب رواتب العمال في المصانع وحملات الاعتقال الهمجية؛ ما تسبب في تفجير موجة غضب عارمة من قِبل الشعب المُحتل.

وفي حوار خاص مع (المشهد العربي)، يسرد الدكتور عارف الكعبي مسلسل الجرائم التي يرتكبها النظام الإيراني بحق المواطنين بالأحواز، جاء نصه كالتالي:

ما هي أسباب الانتفاضة المشتعلة بالأحواز وبالأخص الاحتجاجات العمالية الأخيرة؟

تشهد مدن الأحواز بشكل يومي انتفاضات شعبية رافضة لسياسات النظام الإيراني المجرم من قِبل الطلاب والعمال والمزارعين والفلاحين والموظفين، والتي تقابلها مليشيات الحرس الثوري بآلة قمعية وحشية، وأصبحت استمرارية الحراك الأحوازي منهجًا اتخذه شعبنا للتعبير عن رفضه لسياسات النظام المحتل والتي باتت لا تطاق، حيث شهدت الأحواز حراكًا واسعًا في غضون الأيام الماضية بجميع القطاعات، نتيجة عدم استلام مستحقاتهم التي مضت عليها شهور طويلة، بالإضافة إلى سياسة الإقصاء والتمييز الممنهجة ضد أبناء الأحواز وإحلال المستوطنين الفرس محلهم في الشركات والمصانع، فضلًا عن نهب مستحقاتهم المادية.

وجاء ذلك الحراك العمالي بعد نهب حقوق ومستحقات العمال، والذي انعكس بدوره على المعاناة التي يعيشها أبناء شعبنا في ظل الاحتلال الإيراني المستبد، وكان انفجار ذلك البركان ضروريًا ليعرف العالم مدى بشاعة الاحتلال الفارسي، ويدرك حجم المأساة التي يعيشها شعبنا الأحوازي في الداخل، حتى يحرك ساكنًا ويتدخل لنجدة الشعب المستضعف.

في ظل موجة الاعتقالات الأخيرة هل هناك تهم واضحة يوجهها النظام الإيراني لمعتقلي الأحواز؟

هناك جرائم واعتقالات وحشية هوجاء يرتكبها الاحتلال الإيراني وحرسه الثوري بشكل يومي بحق أبناء شعبنا الأحوازي، دون وجود إدانات واقعية أو تهم توجه لهم؛ ما يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية.

وتكتظ السجون بالمعتقلين الأبرياء من أبناء الشعب الأحوازي، الذين لا تفرج السلطات عن 10 منهم إلا وتعتقل 20 مقابلهم، حيث أصبحت الاعتقالات جزءًا لا يتجزأ من حياة المواطن الأحوازي من قِبل مليشيات الحرس الثوري التي ترعب أبناء الشعب يوميًا ولا تحترم دوائر ولا جامعات ولا مساجد، حيث تقتحم تلك الأماكن بشكل يومي وتعتقل من تشاء دون تهم أو دلائل إدانة؛ ما يتنافى مع قوانين حقوق الإنسان الموجودة في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى الاعتقالات الليلية التي يداهمون خلالها منازل المواطنين ويعتقلونهم ويتركون الرعب لعوائلهم من أطفال ونساء، وهذا الوضع مستمر وممنهج، لا سيما في منطقة الساحل الشرقي للخليج العربي والذي يقع جنوبي الأحواز في ميناء عباس وضواحيها.

ما وضعية المعتقلين الأحواز في السجون الإيرانية؟

تعد حملة الاعتقالات الواسعة المجرمة التي تنفذها استخبارات الاحتلال الإيراني ضد عمال الأحواز المنتفضين جريمة نكراء تستحق الوقوف والتدخل الدوليين، حيث تخطت أعدادهم - حسب لجان الرصد المحلية - الـ200 عاملًا، دخل معظمهم في حالة إضراب تام عن الطعام بسبب المعاملة الوحشية التي يتلقونها في سجون الاحتلال الإيراني.

ونحن نحمل قادة النظام الإيراني الصفوي بداية من خامنئي وحرسه الثوري المجرم، مرورًا بروحاني ورئيس الاستخبارات والسلطة القضائية والبرلمان الفاسدين، مسؤولية سلامة هؤلاء المعتقلين المضربين عن الطعام، ونطالب بالإفراج الفوري عنهم دون أي ضمانات أو كفالات مالية، ونحذر من استخدام خطوات تصعيدية ضد أبناء شعبنا البواسل.

وسيظل حراك أبناء الشعب الأحوازي في الداخل - والذي اقترب من شهره الرابع - قائمًا وسيشتعل أكثر، ردًا على ممارسات سلطات الاحتلال الفارسي التي تتفنن في اضطهاد أبناء شعبنا، وتتبع سياسة التجويع وسرقة المقدرات والترهيب والاعتقال ضد أي مطالبات بالحقوق، والذي بدوره يتنافى تمامًا مع جميع القوانين والأعراف الدولية.

بماذا تفسر فتح النظام الإيراني للسدود والكارثة الإنسانية التي حلت بالأحواز؟

إن السدود التي فتحتها سلطات الاحتلال الإيراني بشكل وحشي ومتعمد جاءت بهدف إغراق مزارع ومساكن أبناء الشعب الأحوازي، حيث يقع سد "دز" شمالي الأحواز بالتحديد قرب مدينة الفلاحية، والذي تم فتحه بشكل وحشي على ضفتيه: الضفة الأولى جرت في نهر "كرخا"، والضفة الثانية جرت في نهر "الدز".

وتعرف سلطات الاحتلال الإيراني جيدًا أنه على ضفتي هذين النهرين، توجد قرى أحوازية كثيفة جدًا تعيش على الزراعة والمواشي والبساتين والمزارع، وتم إغراقها تمامًا بعد فتح السدود، حيث جُرفت جميع تلك الأراضي وأُزيلت المحاصيل بشكل كامل، وهناك إحصائية بوجود قتلى من أبناء الشعب الأحوازي، وما زلت تلك المياه تتدفق بالنهرين إلى الآن.

وقد تفاقمت الكارثة بعد أن نزلت تلك المياه إلى مصبها النهائي في شط العرب، حيث جرفت بشكل نهائي عدة مدن، منها: مدينة "البسيتين" برمتها، ومنطقة "الشعيبية" التي أصبحت خالية من السكن تمامًا بفعل المياه التي أغرقت المنازل، التي تحتوي على مئات الآلاف من السكان؛ ما دفع جميعهم إلى الهرب للمدن.

ويتضح للجميع أنه لا يوجد أي مبرر لذلك الإجراء الذي اتخذته السلطات الإيرانية، ولا يوجد له تفسير سوى رغبة الاحتلال الإيراني في إغراق المدن الأحوازية بهدف تهجيرهم، وذلك هو تحديدًا المخطط الفارسي الخبيث في تهجير أبناء الأحواز من أرضهم وإحلال مواطنين فرس ومستعمرات فارسية محلهم، من أجل تغيير ديموغرافية الأحواز.

ماذا تقول في نهاية الحوار؟

أختتم حواري مع (المشهد العربي) بمناشدة المجتمع الدولي، فإننا نطالب بسرعة تدخل المجتمع العربي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الخليجي والمجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية والإنسانية من أجل إنقاذ تلك الكارثة الإنسانية التي أصبح يعيشها أبناء الشعب الأحوازي، الذي تم إغراق أراضيه ومنازله وتهجيره خارج بلاده وفقًا لمخطط إيراني دنيء لا ينطبق نهائيًا مع حقوق الإنسان، ونطالب بتدخل الأنظمة التابعة للدول العظمى للضغط على إيران من أجل إغلاق تلك السدود لوقف تلك الكارثة وحماية الشعب الأحوازي.