صفقة الصمت المروّع.. مليشيا الحوثي تحتفي ببيان اللهجة الخفيفة
احتفت مليشيا الحوثي الانقلابية بما حمله البيان الأممي الذي غضّ الطرف عن الجرائم التي ترتكبها عناصرها الإرهابية لا سيّما فيما يتعلق بقصف مطاحن البحر الأحمر وإتلاف كميات هائلة من القمح.
وسائل إعلام ناطقة بلسان المليشيات، نقلت عمن وصفته بـ"مصدر مسؤول" في حكومتها الانقلابية غير المعترف بها، الترحيب بالبيان المشترك الصادر عن البيان المشترك للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة مارك لوكوك، الصادر أمس الأول الاثنين، بشأن الأوضاع في اليمن.
وذهب ما بات يُطلق عليه "الهذيان" الحوثي، إلى حديث المصدر عن التزام المليشيات بتنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة، متناسيًّا مئات الخروقات التي ارتكبها الانقلابيون منذ الإعلان عن الاتفاق.
وجاء في "البيان الأممي المشترك"، تجديد التحذير من تلف كميات القمح المخزنة في الحديدة دون إمكانية الوصول إليها منذ خمسة أشهر، لكنّه لم يوجّه اللوم المباشر إلى المليشيات الحوثية كما جاء في البيان السابق الصادر من قِبل لوكوك.
وقال البيان إنّ "الحاجة الملحّة إلى وصول الأمم المتحدة إلى مطاحن البحر الأحمر الموجودة في الحديدة تتزايد يوماً بعد يوم، حيث أّنّ الحبوب التابعة لبرنامج الأغذية العالمي المُخَزنة في المطاحن، والتي تكفي لإطعام 3,7 مليون شخص لمدة شهر، معرّضة لخطر التعفن".
وأضاف أنّ "الأمم المتحدة تعمل في الوقت نفسه على توسيع نطاق تقديم المساعدات الغذائية لما يقرب من 12 مليون شخص من الذين يعانون لتأمين احتياجاتهم اليومية من الغذاء في جميع أنحاء اليمن، وأن الهم الرئيسي هو بقاؤهم على قيد الحياة وسلامتهم".
ولم ينسَ بيان الاسترضاء الأممي التنويه بتأكيد الحوثيين التزامهم بتنفيذ اتفاقية الحديدة، وتقدير ما وصفه بـ"جهودهم" السابقة لإعادة فتح الطريق المؤدي إلى المطاحن، والتي جرت في ظل ظروف صعبة وخطيرة على حد قول البيان.
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" قد نقلت عن مصادر مطلعة في قولها إنّ المبعوث الأممي كان قد أجّل زيارته لصنعاء من يوم الأحد إلى الاثنين بناءً على طلب المليشيات الحوثية التي اشترطت إصدار بيان ينفي الاتهامات الصريحة التي وجهها إليهم، وكيلُ الأمين العام للأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مارك لوكوك، الخميس الماضي، بشأن عرقلة وصول الفرق الأممية إلى مخازن القمح وقصف صوامع مطاحن البحر الأحمر في الحديدة.
وقالت المصادر إنّ إصرار الحوثيين على تبرئة ساحتهم في بيانٍ أخفّ لهجة، كان الباعث الحقيقي خلف صدور البيان المشترك للمسؤولين الأمميين.