انتفاضة حجة .. كيف شكّلت ضربة قاسمة للمخزون البشري لمليشيا الحوثي؟
شكّلت انتفاضة القبائل في محافظات حجة وعمران وأطراف الضالع، تحوّلاً مهماً في وجه مليشيا الحوثي الانقلابية، ما ينذر بتغيير كبير في المشهد خلال المرحلة المقبلة، سياسياً وعسكرياً.
المليشيات الموالية لإيران عملت منذ بداية الانقلاب على تحييد بعض القبائل، واستخدام البعض الآخر لتصفية حسابات قديمة مع هذه القبيلة أو تلك المنطقة.
تقول صحيفة "البيان" الإماراتية إنّ محافظة حجة الواقعة إلى شمال غرب صنعاء كانت تُصنَّف كمخزن بشري للمليشيات الحوثية لأسباب ترتبط بالنهج السلالي الذي استندت إليه هذه الحركة في تنفيذ مخططها للانقلاب على الدولة اليمنية وإعادة أحياء نظام الأئمة العنصري.
وحرصت المليشيات على تجنّب المواجهة مع قبائل حجور، إلا أنّ الانتفاضة الراهنة كسرت هذه الصورة النمطية التي حاولت المليشيات تكريسها عن حجة، لتتحوّل قبائل حجور بشكل خاص ومديرية كشر بشكل عام إلى رمز لقدرة اليمنيين على كسر خرافة الانتصار الدائم للميليشيا.
وبعد أن عجزت المليشيات عن إخضاع قبائل حجور ذهبت نحو إرسال تعزيزات مسلحة عبر محافظة عمران بهدف الالتفاف على حجور وضربها من الخلف، إلا أن قبائل عذر في مديرية القفلة التابعة لمحافظة عمران رفضت السماح بمرور تعزيزات المليشيات من أراضيها لضرب قبائل.
لكنّ المليشيات "المتغطرسة" ردّت على ذلك بالترهيب والقوة، ولَم تكن تدرك أنّ القبيلة التي كان رموزها في قادة الصف الجمهوري لن تركع، حيث خاضت مواجهات عنيفة مع الانقلابيين، ودمّرت عدة آليات وتعزيزاتها، وأعلنت الانتفاضة عليها، ونقلت المعركة إلى عمران التي لا تبعد عاصمتها عن صنعاء سوى 50 كيلومترًا.
المعارك التي لا تزال في بدايتها - توضح الصحيفة - توسّعت بشكل كبير في عذر وتمدّدت إلى مناطق بلاد ذو نحزة وذو سودة وبلاد أبو شاحية وسوق سليمان ووصلت إلى جبل العفرة، وإلى جانب أنّ عمران هي أقرب محافظة إلى العاصمة فإنّها مركز قبيلة حاشد التي ينتمي إليها آل الأحمر الذين دمرت المليشيات منازلهم، واستهدفت ممتلكاتهم قبل اقتحامها صنعاء.
"ولأنّ المليشيات لا تفي بعهد فقد حاولت إيهام الرأي العام بعقد اتفاق سلام مع قبائل حجور بواسطة بعض إتباعها في المنطقة، لكن القبائل لم تنطلِ عليها هذه اللعبة، فكانت جاهزة لصد أي محاولة للهجوم عليها وهو ما حدث، لكن النتيجة لم تكن كما توقعتها المليشيات".. تضيف الصحيفة.
الأمر ذاته في مديرية الحشا في أطراف محافظة الضالع مع محافظة إب، فبعد الخسائر التي مُنيت بها المليشيات بعد اقتحامها المديرية وتفجير منزل شيخ المنطقة دفعت بوسطاء محليين لعقد اتفاق ينص على انسحاب مقاتلي الطرفين إلى المواقع التي كانوا متواجدين فيها قبل مواجهات الأسبوع الماضي، لكنها عادت ونقضت ما التزمت به.
ونقلت "البيان" عن مصادر قبلية أنّ المليشيات غدرت بالقبائل وهاجمت قرى نجد المكلة بمنطقة الأحذوف ومواقع رجال القبائل في تلك المنطقة، ودفعوا بتعزيزات كبيرة إلى جبهات القتال شملت عربات مدرعة وعربات تقل جنوداً وأسلحة والعشرات من مسلحيها إلى جبهتي الأحذوف والطاحون، موقع الخضراء.
وأوضحت المصادر أنّ هدف المليشيات اقتحام جبل الحشاء المطل على منطقتي حجر وسناح القريبتين من مدينة الضالع، إلا أنّ رجال القبائل المسنودين بقوات الشرعية حشدوا مقاتليهم استعداداً للمواجهة بعد المعركة التي شهدتها منطقة الأحذوف، وقُتل فيها ما لا يقل عن 12 من المليشيات، وإعطاب عدة آليات عسكرية.