النجاح المبين لأعمال الدورة الثانية للجمعية الوطنية الجنوبية بالمكلا

بحمد الله وتوفيقه تكللت أعمال الدورة الثانية للجمعية الوطنية ( البرلمان الجنوبي) بالنجاح الرائع، وذلك كما توقعنا مسبقا..   وبمناسبة هذا النجاح السياسي والإنساني والتاريخي الذي سيسجل في ذاكرة شعبنا الجنوبي، اعبر عن أزكى التهاني وارق التبريكات لجماهير شعبنا ومناضليه وكل قواه السياسية والمجتمعية لهذا النجاح والنصر المبين، خصوصا وأن انعقاد هذه الدورة في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت لها ابعادها السياسية، ولها دلالاتها الاستراتيجية كونها قد جسدت معاني بالغة الأهمية على مدى رسوخ روابط العلاقات الروحية بين أبناء محافظات الجنوب وصلابة قناعاتهم في انتمائهم الوطني لأرض وهبها لهم الله، تمتد من حبروت بمحافظة المهرة شرقا حتى باب المندب وجزر حنيش بالبحر الأحمر غربا، بمساحة تقدر حوالي 338،000 كيلو مترا مربعا.  

بالإضافة إلى هذه المعاني والدلالات لدورة الجمعية الوطنية في المكلا وفي هذا التوقيت الزمني بالذات، فأنها كذلك تثبت بما لا يدع مجالا للشك على أن العقل والوعي الجنوبي قد شب عن الطود وبات يدرك عيوب تجاربه الماضية، ويستلهم خياراته السليمة لاستعادة مكانته الإقليمية والدولية، كما أنه قد استوعب الدروس المألمة والموجعة التي دفع ثمنها خلال سنوات العقود المنصرمة، بل أن شعب الجنوب وما يمتلكه من كفاءات علمية وكوادر ثقافية وشخصيات سياسية ودبلوماسية قد إفاقة من خطيئة حسن نواياها ، وباتت ترصد وتراقب كل خفايا واسرار المخططات التأمرية على انتهاك سيادته الوطنية، وعلى سيناريوهات السيطرة على نهب واستغلال خيراته وثرواته..  

نعم أحبتي وأصدقائي المناضلون الجنوبيون، لقد كان لدورة الجمعية الوطنية لمجلسنا الانتقالي وانعقادها في مدينة المكلا عاصمة دولتنا المنشودة الاقتصادية والتجارية ذات رمزية سياسية أكد من خلالها المجلس الانتقالي على وحدة الموقف السياسي العام الجنوبي، وعلى مصداقية وفائهم لتضحيات شهدائهم الأبرار.

وبذلك تجلت المؤشرات الحقيقية لدور قيادة هيئة رئاسة المجلس الانتقالي ومصداقيتها على حتمية استكمال أهداف قضية شعبنا الجنوبي السياسية العادلة والمشروعة..  

وفي الختام: لا يسعني شخصيا إلا أن احيي واشكر زملائنا رئيس وأعضاء الجمعية الوطنية بمحافظة حضرموت على حسن التنظيم وحفواة الاستقبال، كما احيي مستوى الحضور والتفاعل لأعضاء الجمعية من مختلف محافظات الجنوبي ، وحرصهم منقطع النظير على الروح المعنوية في إنجاح أعمال الدورة الثانية، وما خرجوا به من قرارات وتوصيات ستكون بمشيئة الله خطة عمل وخارطة طريق لكل مناضلي شعبنا العظيم تحت قيادة مجلسهم الانتقالي..  

ولا يفوتني أن احيي روح الشعور الوطني للأخ العزيز مدرم محمدعبد الله شعيبي نائب رئيس الجالية الجنوبية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، على حرصه وحماسه في الحضور والمشاركة في أعمال النجاح المبين للدورة الثانية للجمعية الوطنية المنعقدة في ( المكلا) تحت شعار ” استعادة الوطن وبناء الدولة الجنوبية المدنية الفيدرالية المستقلة” وللجميع التحية والاحترام.

المجد والخلود لشهداء قضية شعبنا الجنوبي والشفاء العاجل من الله لجرحانا ، وان يستجيب لدعواتنا بفك أسرانا ومنهم المناضل العربي احمد عمر العبادي المرقشي.

*د. حسين مثنى العاقل