الجنوب الكفة الراجحة
أنيس الشرفي
- خيارات الجنوب وفرص الشمال
- #ثريد
- لن ينطلي زيفكم
- مرحلة تأمين المكتسبات الوطنية الجنوبية
تتجه الحرب إلى مسار معلوم يفضي لترسيخ ثنائية الواقعين في كلٍ من الشمال والجنوب، ستدوم ضبابية المشهد كما هي عليه اليوم، وسيستمر غياب الطرف الجنوبي عن أي مفاوضات سياسية قادمة، ليس لغرض حرمانه من التأثير في توجيه مخرجاتها، وإنما لرفع الحرج عنه وإبقاءه بعيداً عن الضغوط التي قد تدفعه لتقديم تنازلات، فغيابه عنها يعزز موقفه ويجعله في حلٍ من نتائجها، ويعطيه مبرراً كافياً لحماية مكتسباته بوجه أي مخرجات لا تراعي حقوقه.
إذ أن التفاوض عبر عن مقايضات وتنازلات لتمرير ما تفرضه الأداة الفاعلة ميدانياً على الأرض، في حين أن القضايا المحورية كقضية الجنوب ليس من السوي أن تدخل في مفاوضات سياسية قبل أن يسبقها خلق واقع مغاير على الأرض يضمن توجيه نتائج المفاوضات لمصلحة شعب الجنوب.
ينتهج #المجلس_الانتقالي_الجنوبي مؤخراً سياسة ناضجة تتسم بالمرونة والديناميكية، والتي ستتيح له مزيداً من التمكين وتسهم في تهيئته لمقابلة الاستحقاقات المستقبلية التي فوضه شعب الجنوب لتحقيقها، والتي أصبحت اليوم قاب قوسين أو أدنى.
إذ غدت تترسخ القناعات على كافة المستويات الشعبية والرسمية بتجسيد هويتين (شمالية- جنوبية) يمهد لفك الارتباط، وشرعية جنوبية تتشكل وتتعزز على الأرض، يفرضها الانتقالي بمؤسساته المختلفة، إذ أصبحت اليوم #الجمعية_الوطنية تؤدي دورها التشريعي وتلعب دوراً محورياً في توجيه سياسات الانتقالي نحو تعزيز حضوره سياسياً واجتماعياً وعسكرياً وقريباً يصبح واقعاً إدارياً..
وعلى الجانب الآخر تنحسر الشرعية وتفقد ممكنات البقاء يوماً بعد آخر بشكل متسارع، أصبح معه من الصعب تمكنها من إعادة استجماع قواها، أو بسط نفوذها، خصوصاً أنها بما حوته من متناقضات بداخلها أصبحت مفخخة بالفاسدين وأصحاب الأجندات السياسية المعادية لدول التحالف العربي.
إذ تمثل أكبر أخطاء الشرعية في تمكين جماعة الإخوان المسلمين عبر “حزب الإصلاح” من السيطرة على قراراتها، وهو ما جعل من الشرعية بأكملها أحد أخطر التهديدات التي تستهدف دول التحالف والدول الغربية، حيث لا تقل خطراً بوجهة نظر التخالف عن ذلك الخطر الذي يشكله الحوثي.
وهو ما سيجعل الحرب بين الطرفين (إخوان- حوثي) في الشمال سيدوم إلى أمدٍ غير معلوم، ما لم يبرز طرف شمالي ثالث يمتلك قوة تفوق قوة الطرفين المؤدلجين، وتسمح له بالتغلب عليهما وبسط نفوذه على كافة جغرافيا الشمال، وإلى أن يحين ذلك الوقت يكون الجنوب قد انتهى من تهيئة مؤسساته وأعلن دولته، وأعد العدة لمواجهة أي خطر يهدد الجنوب أو يسعى لاستهدافه.
كلما ازداد ضغط دول الغرب على دول التحالف لإنهاء الحرب دون هزيمة الحوثي أو تحقيق أهداف عاصفة الحزم، كلما تعززت القناعة لدى دول التحالف بضرورة الاسراع بعزل جغرافيا الجنوب وتمكينه من استعادة هويته السياسية، ليكون بمثابة جاجزاً عازلاً يفصل القوى المؤدلجة المتنازعة في الشمال (حوثي- إصلاح) عن جغرافية دول الجوار الخليجي ويحول دون تمكن تلك القوى من استهداف الملاحة الدولية في البحر العربي وخليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر.
#أنيس_الشرفي 19 فبراير 2019م