أدباء الجنوب يحتفون برواية (المدهشة) في عدن

الثلاثاء 26 فبراير 2019 21:58:00
أدباء "الجنوب" يحتفون برواية (المدهشة) في عدن
عدن - المشهد العربي - علاء عادل حنش

نظمت الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب، اليوم الثلاثاء، فعالية احتفائية ثقافية بمناسبة صدور رواية (المدهشة) للروائي الجنوبي الدكتور محمد مسعد السلامي، وذلك في قاعة الفقيد الدكتور سعيد النوبان بكلية التربية في مديرية خور مكسر بالعاصمة عدن.
وتعاقب عدد من أساتذة النقد في كلمات موجزة لنقد رواية (المدهشة)، لكل من: الدكتور أحمد علي الهمداني، والدكتور محمد علي يحيى، وميفع عبد الرحمن، والدكتور عبده يحيى الدباني، والدكتور محمد ردمان، والدكتور صالح الوجيه، والدكتور إياد المشرحي، وبدر العرابي، ونجمي عبد المجيد، ومحمد صالح العلياني، وعبد الله الوبر.
وأجمعت غالبية الكلمات على هروب الراوي من الواقع إلى الخيال؛ ما أعطى للرواية رونقها، فيما أكد بعضهم أن الرواية تعبر عن نوع من الاغتراب من الواقع، والبحث عن قيم جديدة ومدينة فاضلة.
وقال نائب رئيس المجلس الاستشاري الأعلى في جامعة عدن ومستشار رئيس جامعة عدن لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي الأديب والكاتب والناقد والمترجم الأستاذ الدكتور أحمد علي الهمداني: "إن صاحب رواية (المدهشة) شخصية متعددة المواهب، حيث إنه راوي وكاتب سردي وناقد وباحث وشاعر ورجل تربوي من الدرجة الأولى".
وأضاف الهمداني، لـ(المشهد العربي): "في الحقيقة، يرسي الدكتور محمد -إلى جانب كثير من زملائه- الرواية الجنوبية، ويؤسس لرواية في مناطقنا التي نعيش فيها، تستطيع في الآخر أن تصل إلى الوطن كله، وأن تخرج من حدود الجنوب واليمن إلى حدود العالم العربي".
وتابع: "الدكتور محمد كتب فنتازيا الواقع، ليست فنتازيا مائة بالمائة، ولكن فنتازيا الواقع، حتى إن هذه الفنتازيا مبنية على تحرك الواقع وتبدلاته وتحولاته وتغيراته".
وأشار الهمداني إلى أنه يعد لكتابة عمل متكامل حول رواية الدكتور محمد.
من جانبه، قال رئيس الدائرة الثقافية في الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب الدكتور عبده يحيى الدباني: "أتحفنا كاتب رواية (المدهشة) في الآونة الاخيرة بعدد من الروايات الجميلة".
وأضاف، لـ(المشهد العربي): "إن ما قدمه النقاد اليوم من نقد سيحظى بالاهتمام في نشره والإفادة منه".
وعندما سُئل عن ثمة فعاليات ثقافية قادمة، كشف الدباني عن أن هناك برنامجًا ثقافيًا خاصًا، حيث يقيم اتحاد أدباء الجنوب فعاليتين كل الشهر، مشيرًا إلى أنه ستكون هناك فعالية ثقافية مسائية كل أسبوع خلال شهر رمضان القادم.
وأكد أن الاتحاد ينوي تكريم عدد من أدباء مدينة عدن في شهر رمضان القادم.
وعن الرواية، قال الدباني: "إن رواية (المدهشة) هي رحلة إلى العالم الآخر، ورحلة إلى الجنة".
وأضاف: "الرواية مزجت بين الواقع الدنيوي والأخروي"، موضحًا أن "ذكر الجنة ليس المقصود به الجنة التي ذُكرت في القرآن الكريم، وإنما ذُكرت كرمزية".
وتابع الدباني: "الرواية بمجملها تعبر عن نوع من الاغتراب من هذا الواقع المزري، والبحث عن قيم جديدة ومدينة فاضلة مثالية".
وشبّه الدباني رواية (المدهشة) بـ"رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري، و"التوابع والزوابع" لابن شهيد، ورواية "واق الواق" لأحمد الزبيري، لكنه قال إن "لكل رواية هدف معين".
بدوره، قال الدكتور المساعد في الأدب والنقد بكلية التربية في جامعة عدن الدكتور إياد المشرحي إن دراسته للرواية تلخصت في ثلاثة محاور هي: الصحو والنوم، والواقع والخيال، والهدم والبناء.
وأضاف المشرحي، لـ(المشهد العربي): "إن الراوي كلما حُصر في الواقع يحاول الهروب إلى الخيال، وحينما يدعو إلى الفناء أو الموت في الخيال يعود مرةً أخرى إلى الواقع".
وأشار إلى أنه "من المُلاحظ أنه في نهاية الرواية انتصر الخيال على الواقع، بدليل أن بعثه كان في الجنة مع رباعية الإناث".
وتابع المشرحي: "حاول الراوي أن ينتقل إلى العالم الاخر، لكنه لم يجد الأوصاف التي تنطبق مع هذا الأمر، فاقترب من عالم الواقع والمصطلحات وجماليتها، وحاول أن ينقلها إلى العالم الآخر معه، لكنها لا تحمل المعاني التي تحملها الرواية، وإنما تحمل معانٍ أخرى".
واعتبر أن "الرموز التي ذُكرت في الرواية لها فائدتان، حيث أصبحت لها دلالات مثل دلالات المعاني، بالإضافة إلى أنها وفرت على السارد أو الراوي مسافة التعبير".
وخلال الفعالية التي أدارها الدكتور عبد المغني دهوان، ونسق لها عوض القيسي، وحضرها رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب الدكتور جنيد محمد الجنيد، والأمين العام للاتحاد بدر العرابي، وعدد من الأدباء والكتاب والصحفيين الجنوبيين، وُزعت نسخة من رواية (المدهشة)، حيث جاءت في 215 صفحة من القطع الصغير.
وتعتبر رواية (المدهشة) الجزء الثاني من رواية (الشقيقة) للروائي الدكتور محمد مسعد.
وارتفعت وتيرة الزخم الثقافي مؤخرًا في أرجاء العاصمة عدن من خلال إقامة الفعاليات والندوات الثقافية والشعرية.