جنوب بلا إرهاب

المتابع للشأن الجنوبي الداخلي يلاحظ حالة التقهقر والتراجع والانحسار التي أصابت الجماعات الإرهابية، بدءاً من العاصمة عدن الحبيبة عقب تحريرها من مليشيا الحوثي و“صالح” عام 2015م، وكذلك العاصمة الاقتصادية حضرموت الخير، ثم محافظة لحج الخضيرة وأبين العز وشبوة الإباء والمهرة العطاء، بفضل الضربات الاستباقية الموجعة التي تنفذها قواتنا الأمنية الجنوبية الشجاعة وهي قوات الحزام الأمني والنخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية، وأصابت الإرهابيين بمقتل.

هذه الأيام نتابع بفخر وتقدير كبير انتصارات الحملة الأمنية التي تنفذها قوات الحزام الأمني بمديرية مودية بمحافظة أبين بقيادة العميدين الشابين منير أبو اليمامة اليافعي وعبداللطيف السيد، بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي بهدف تطهير وادي (عومران) من العناصر الإرهابية الضالة، التي تتخذ من هذه الوديان والجبال الوعرة بأبين أوكاراً لها، وهذه النتائج الرائعة التي حققتها قواتنا البطلة سواء في أبين أو شبوة أو حضرموت أو على كل شبر من الأراضي الجنوبية هي نتيجة لصدق وإخلاص القوات الجنوبية في محاربة الإرهاب.

قوات الحزام الأمني اليوم في أبين سحقت العناصر الإرهابية وحققت انتصارا في وقت قياسي، وأظهرت هذه القوات شجاعة واستبسالا على الأرض ومن الجو مدعومة من طيران التحالف العربي، وبذلك تكون هذه القوات قد أرسلت رسالة واضحة للإرهابيين ومن يقف خلفهم سواء كانوا داعمين محليين أو دوليين، أن للجنوب جيشا وقوات مسلحة قوية ومدربة قتالياً قادرة على حماية أراضيه، وستضرب بيد من حديد دفاعاً عن الأرض والهوية الجنوبية.

هذه النجاحات التي نحصد ثمارها اليوم هي بفضل الجهود المباركة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي دربت وأهلت ودعمت قواتنا الأمنية في كل أنحاء الجنوب، فنجاحات قوات النخبة في حضرموت بعد أن تمكنت من بسط سيطرتها وطرد الإرهابيين من المكلا وكذلك نجاحات قوات النخبة الشبوانية عندما نفذت عمليات “السيف الحاسم” في مثل هذه الأيام نهاية فبراير من العام الماضي 2018م بوادي يشبم في صعيد شبوة انتهت بفرض سلطة النظام ودحر الجماعات الإرهابية، ما هي إلا حصيلة لجهود الأشقاء الإماراتيين في الجنوب.

ختاماً، يقال إن أردت أن تعرف من الذي يدعم الإرهاب في الجنوب فعليك بالبحث عن المستفيد من بقاء الفوضى والإرهاب وخلق صراعات هامشية تهدف إلى شق الصف الجنوبي وإشغال الناس بأنفسهم وإيهام المحيط الإقليمي والدولي أن الجنوب ينتشر فيه الإرهاب، كي يتمكنوا من البقاء بقواتهم ونهب الثروات، وهذه إستراتيجية قديمة جديدة.. والجنوبيون بحكم خبرتهم وتعاملهم مع سياسة صنعاء خلال العقود الماضية ومن خلال الأزمات السابقة تعلموا الكثير وأصبحوا يعرفون بالفطرة من يقف وراء الأزمات المفتعلة التي يعيشها أبناء الجنوب.