الألغام والخطاب الإعلامي.. ترويج الأكاذيب مبدأ الحوثي في اليمن
لم تتوقف المليشيات الحوثية عن المتاجرة بدماء الأبرياء في اليمن والاستخفاف بعقول المتابعين، وتدعي أنها راعية السلام والاستقرار في البلاد من خلال نزع الألغام التي هي نفسها التي وضعتها في الطرقات وفي المزارع وكافة الأبنية والمؤسسات.
الوكالة الانقلابية، زعمت تنظيم دورة تدريبية في صنعاء خاصة بالتوعية بمخاطر الألغام ومخلفات الحروب والغارات الجوية.
المليشيات التي جعلت اليمن أكبر دولة ملغومة، تدعي بأن الدورة تهدف إلى تطوير قدرات 40 متدربا ومتدربة من 7 مديريات بمحافظة الجوف تشمل خب والشعف وبرط العنان ورجوزه والمتون والمطمه والزاهر وخراب المراشي، في مجال التوعية بمخاطر الألغام والقنابل العنقودية والغارات لما تخلفه من ضحايا ومآسي إنسانية.
بعدما فُضِحت جرائم مليشيا الحوثي الانقلابية في زراعة الألغام واستهداف المدنيين بهذا الخطر المهول، لجأت إلى ترويج مزاعم عن تنظيمها دورات تدريبية للتوعية بمخاطرها.
هذا الكذب الحوثي تزامن مع الكثير من التقارير التي كشفت مدى تورّط المليشيات في زراعة الألغام، وهي تندرج ضمن أكثر الجرائم بشاعة وفظاعةً.
مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لنزع الألغام في اليمن "مسام" أكد نزع وتدمير أكثر من 15 ألف لغم وعبوة متفجرة زرعتها المليشيات الحوثية في الجوف وصعدة والحديدة.
المشروع أوضح أنّه تمكَّن من نزع 2359 لغماً خلال الأسبوع الثاني من فبراير الحالي، التي زرعتها المليشيات، وذكر - في بيان - أنهّ انتزع 27 لغماً مضاداً للأفراد، و1028 لغماً مضاداً للآليات و125 عبوة ناسفة و1179 ذخيرة غير منفجرة خلال الأسبوع الثاني من شهر فبراير المنصرم، ليبلغ إجمالي ما تم نزعه 2359 لغماً.
وتمكنت الفرق الخاصة من نزع 43 ألفاً و372 لغماً زرعتها مليشيا الحوثي في عدد من المحافظات.
وفي منتصف فبراير، أعلن الجيش إتلاف ألغام زرعتها مليشيا الحوثي في قرى وجبال مديرية باقم بمحافظة صعدة الحدودية،
وبسبب المليشيات أصبح اليمن بفعل الإرهابي الحوثي، أكبر دولة ملغومة على مستوى العالم، حيث زرعت المليشيات أكثر من مليون لغم أرضي منذ بدء الحرب، ما جعلها أكبر دولة ملغومة منذ الحرب العالمية الثانية.
وكان القائد السابق للقوات البريطانية الجنرال سير مايكل جاكسون قد صرح بأنّ آثاراً مروعة ستخلفها مئات الآلاف من الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي، معتبراً أنّها محنة طويلة الأمد.
جاكسون أوضح في مقالٍ بصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، إنّ «الإرث الأكثر ديمومة للحرب هو الخسائر البشرية المروعة لهذه الألغام التي خلفها الحوثيون هناك»، مضيفا: حجم التحدي هائل، بسبب وجود عدد كبير جدًا من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي تم زرعها هناك، إلى جانب بقايا الذخائر غير المتفجرة، التي يتبين من كثير منها أنها من إيران وحزب الله.
وأشار إلى أنّ الأمر الأكثر قلقاً، أنّ هذه الألغام تستهدف المدنيين، مع وجودها داخل المنازل والحقول والموانئ، لكنّ بعيدًا عن تسبُّبها في وقوع ضحايا بين صفوف المدنيين والجيش، لافتاً إلى أنّ هذه الاستراتيجية جعلت العودة إلى الحياة الطبيعية أمراً بالغ الصعوبة في تلك المنطقة التي تحررت من سيطرة الحوثيين، وستكون عملية إعادة بناء البنية التحتية الأساسية التي دمرتها الحرب، أكثر صعوبة بكثير وأبطأ وأكثر إيلاماً.