مؤامرة قطرية حوثية بالأمم المتحدة في ندوة كشف الفضائح .. كيف انتهت؟
السبت 9 مارس 2019 12:46:00
إداراكاً منهم لمدى الفضائح التي قد تتكشف بشأنهم دورهم الموصوف بـ"القبيح" في اليمن، حاولت مليشيا الحوثي الانقلابية والمخابرات القطرية عرقلة ندوة تكشف مدى تورّط الدوحة بمعلومات موثقة في دعم المليشيات، لكنّ محاولاتهم باءت بفشل ذريع.
على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان الدولي بالأمم المتحدة في جنيف، حاولت عناصر حوثية وضابط في المخابرات القطرية التي تموّل الانقلابيين، الهجوم على المشاركين في الندوة التي أعدها ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان ومركز التدريب ومعلومات حقوق الإنسان، وكشفوا خلالها وثائق تفضح الانتهاكات الواسعة ضد حقوق الإنسان التي ارتكبتها مليشيات الحوثي ضد المواطنين اليمنيين.
ونقلت صحيفة "عكاظ" عن الباحث والإعلامي عبدالعزيز الخميس قوله إنّ عناصر استخبارية قطرية فشلت في إفساد الندوة وطًرد العميل القطري من قبل أمن الأمم المتحدة، كاشفًا أنّها المرة الثانية التي يطرد فيها عميل للنظام القطري من الندوات التي تنظمها عدة جمعيات حقوق يمنية تناقش واقع الأزمة اليمنية.
إجمالاً، دأب النظام القطري على انتهاج كل الأساليب والطرق الملتوية من أجل تقديم الدعم المالي وتمويل الميليشيات والعناصر الإرهابية في الكثير من الدول العربية من أجل تحقيق أجندتها ومخططاتها التخريبية وزعزعة أمن واستقرار تلك البلدان.
وخلال الأشهر الماضية، كثَّف النظام القطري عملياته في ضخ الأموال باتجاه مناطق الحوثيين ومنها إلى خلايا تنظيم القاعدة خصوصا في المناطق التي تلقت فيه التنظيمات الإرهابية خسائر كبيرة.
ومؤخراً، كشفت مصادر مطلعة أنَّ تحرُّكات متواصلة تجريها مؤسسات وهيئات وجمعيات قطرية في مقدمتها مؤسسة قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري وصندوق قطر للتنمية عبر الإعلان عن تقديم دعم مالي لقطاعات متعددة استجابة للأزمة اليمنية وإغاثة الشعب اليمني إلا أن الدعم المالي اقتصر على المناطق القابعة تحت سيطرة المليشيات أو التي تشهد تحركات لعناصر إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة وداعش، الأمر الذي يؤكد حقيقة الدعم القادم من تلك المؤسسات والهيئات القطرية لصالح الحوثيين وخلايا القاعدة وتعزيز مواردها المالية.
وأوضحت المصادر التي تحدّثت لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية، أنّ التحركات المنفذة من قبل المؤسسات والهيئات القطرية لا ترتقي إلى قيمة المبالغ التي يجري توريدها وإيصالها للمتضررين أنفسهم، وأنّ صندوق التنمية القطري قدم في نوفمبر الماضي أكثر من 18 مليون ريال قطري لصالح قطاع الصحة في صنعاء التي تديرها قيادات حوثية، قبل أن تعقبه بشهر واحد مؤسسة قطر الخيرية التي تبنت تقديم دعم بما يزيد على 15 مليون ريال قطري لصالح النازحين في المناطق الحوثية.
وفي فبراير الماضي، أعلنت هيئة الهلال الأحمر القطري تقديم أكثر من عشرة ملايين ريال قطري تحت مشروع دعم المتضررين في المناطق الواقعة أيضاً تحت سيطرة الحوثيين أو التي تشهد عودة لتحركات خلايا عناصر القاعدة وتحديدا محافظة أبين.
ورغم محاولات قطر الدؤوبة لتنفي اتهامها بدعم المليشيات، إلا أنّ كثيراً من الأدلة الموثقة كشفت العلاقة سيئة السمعة بين نظام الحمدين والحوثيين، ففي العام الماضي كشفت وثائق سرية مسرّبة من أرشيف جهاز المخابرات عن الدعم المشبوه الذي قدمه النظام القطري لمليشيا الحوثي منذ مطلع الألفية الثانية.
وكان حساب "قطريليكس" التابع للمعارضة القطرية قد نشر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يوضّح ما جاء في الوثائق التي بلغ عددها 900 وثيقة، رصدت أوجه الدعم التي قدمتها قطر لمليشيا الحوثي من أجل السيطرة على صنعاء.
وتواصل النظام القطري مع حسين بدر الدين الأب الروحي للميليشيا قبل اندلاع الحرب في مدينة صعدة الواقعة في شمال غرب صنعاء، وأشارت قطر عليه أن ينفذ تمرده ضد نظام علي عبد الله صالح -الرئيس السابق الذي اغتالته المليشيات- في شمال اليمن، بالقرب من الحدود الجنوبية السعودية.
قطر دعّمت المليشيات مبكراً، حيث موَّلت المعهد الديني الحوثي عن طريق سفارتها بصنعاء بـ50 ألف دولار شهرياً، ومع بدء الانقلاب تصدّرت قطر للوساطة بين الدولة اليمنية والحوثيين، كما توسّطت للإفراج عن معتقلي المليشيات بسجون علي عبد الله صالح.
كما قدّمت لجنة الوساطة القطرية خمس سيارات مدرّعة للحوثيين، وسلمت المخابرات القطرية عناصر الحوثي 100 جهاز "ثريا"، ثم نقلت بعد ذلك خبراء عسكريين من حزب الله إلى صعدة لتدريب الانقلابيين وحفر الكهوف، ليأتي بعد ذلك دور الحليف الإيراني الذي سخّر شركة "بارسيان" للطاقة، لتهريب المعدات العسكرية.