علي محسن الأحمر.. الجنرال حرم السفير!

السبت 9 مارس 2019 20:00:58
علي محسن الأحمر.. الجنرال حرم السفير!

رأي المشهد العربي

يوم 21 سبتمبر 2014 وسيطرة المليشيات الحوثية على صنعاء لم يكن محض صدفة ولكن بشكل ممنهج وباتفاق مسبق بين الانقلابيين  وعلي محسن الأحمر، نائب الرئيس هادي أو كما يحب أن يُلقب بـ«حرم السفير».

الفرقة الأولى مدرع كانت بمثابة قوة عسكرية لا يستهان بها من حيث التدريبات على القتال أو المعدات المتواجدة بحوزتها إلا أن قائدها في ذلك الوقت «علي محسن الأحمر» سلمها للحوثيين وفر هاربًا من صنعاء بحجة سيطرة المليشيات على الفرقة واستنجد بالسفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، طالبا الرحيل من البلاد ومتخليا عن صفات العسكرية «الرجولة» في أرض المعارك.

أرقام الجنود في الفرقة العسكرية كشفت زيف «حرم السفير» وكانت تتكون من 23 لواء، 5 ألوية مدرعات ودفاع جوي وصواريخ وتضم أكثر من 20 كتيبة مدربة على استخدام المدرعات والأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وحرب الشوارع، وفي المقابل اقتحمت المليشيات الانقلابية صنعاء بـ 20 من الأطقم العسكرية التي لا يمكن بأي حال الوقوف في وجه الفرقة الأولى مدرع، لما لها من قدرات وخبرة في المعارك، لكن «الأحمر» فضل سياسة النأي بالنفس على حساب الدفاع عن بلده وتسليم صنعاء للحوثيين على طبق من ذهب.

الفأر حرم السفير

هرب الفأر «حرم السفير» بعد تسليم الفرقة الأولى مدرع للحوثيين وسيطرة المليشيات على صنعاء عن طريق سيارة مصفحة من داخل مقر السفارة السعودية إلى مقر دار الرئاسة في شارع السبعين بعد ترتيب حيلة للهرب وهي طلب العون والمساعدة بحجة عدم قدرته الوقوف في وجه المليشيات قائلا لـلسفير محمد آل جابر داخل مقر السفارة: «أنا في وجهك وفي وجه الملك عبدالله».

محمد آل جابر قام بالتنسيق لهروب علي محسن الأحمر، مع عدد من مرافقيه عن طريق أحد ضباط القوات الجوية في الجيش، الذي بدوره سهل عملية تهريب «الفأر» علي محسن الأحمر و9 من مرافقيه على متن طائرة أقلعت من قاعدة العند الجوية في محافظة لحج ونقلته إلى قطاع جيزان .

لكن الحيلة التي فر بها علي محسن الأحمر كانت فضيحة لنائب هادي وهي خروج «الفأر» مع مرافقيه من صنعاء بطائرة هيلوكبتر بحجة أنهم «زوجة وأولاد» السفير، ومن هنا جاءت تسمية «الأحمر» بـ«حرم السفير».

الغريب في الأمر أن «الأحمر» ترك أرض المعركة وهي في العلوم العسكرية بمثابة خيانة للوطن عقوبتها الإعدام رميا بالرصاص، ما يطرح تساؤلا «كيف لخائن أن يكون نائبا للرئيس»؟.. ولماذا يتجاهل «هادي» التقارير التي تكشف تورط «الفأر» في تهريب أسلحة للمليشيات والتنظيمات الإرهابية والإخوان منذ الانقلاب الحوثي؟.. أسئلة كثيرة لا توجد لها دلالات واضحة سوى أن الرجل خائن لوطنه ويجب تجريده من كافة الأوسمة العسكرية ومحاكمته ليكون عبرة لأي عميل باع بلاده ووقف في صفوف الأعداء.

لم يكتف «الأحمر» بالهروب في زي النساء وقت الانقلاب وتسليم الفرقة الأولى مدرع للحوثيين وتجارة السلاح للتنظيمات الإرهابية، بل أصبح الرجل الأول في «الشرعية» الذي يسعى جاهدا في تخريب الجنوب من خلال مليشيات مسلحة وتكتلات غير معلنة مع حزب الإصلاح – الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية وإنشاء كيانات موازية لضرب استقرار الجنوب وتفكيكه تمهيدا لتسليمه إلى الإخوان ثم إلى الحوثيين كما فعل في المحافظات الشمالية.