قاسم عبدالرحمن بن صلاح .. حياة مليئة باعمال الخير ومواقف الرجال

من اين نبدأ وأين ننتهي ... ماذا نقول عنك أيها الإنسان، الكريم ، المقدام، المحبوب والقريب إلى قلوب من عرفوك .
في الذكريات سجل من المحبة والاباء والخير .. وفي المشاعر وفاء وعرفان وإجلال . 
رحمة الله تغشاك يا فقيدنا الخالد قاسم عبدالرحمن بن صلاح.
لقد عُرف الشيخ قاسم عبدالرحمن بن صلاح لدى كل من اقترب منه بإنه رجل محبوب معطا، رجل الخير واصلاح ذات البين. صاحب المواقف الراسخة في قضايا الأمة.
نعم نصادف اناس كُثر في حياتنا من اصحاب الخير في عطاهم ومواقفهم وسجاياهم.
لم يكن فقيدنا قاسم شخصا عاديا... لقد جمع بين عدد من الخصال وعطايا الخير التي تحمل في مضامينها سلوك صفات الانسان البري الصادق ، الصدوق، جمع بين قيم جيل الاباء والاجداد، وهي قيم المروُة والشهامه والكرم والوفاء .. وبين قيم العصر الحديثة' قيم التعايش والانفتاح والتجديد والتسامح.
تميز بعطاءه وإنسانيته التي امتزج فيها الموقف الوطني. حبه للجنوب، والموُده وأفعل الخير. 
إذ كان الخير في قاموسه واسع المعاني. لم يُنحصر بالصدقات وإعانة المحتاجين فحسب،ُ بل ممتد ليشمل تغطية مجلات الحياة بابعادها الاجتماعية والسياسية والثقافية . 
فهو سليل أسرة طيبة الذكر تحضى باحترام وتقدير كبيرين في محيطها الاجتماعي. امتهنت النشاط التجاري مبكراً، عُرفت باعمالها الخيرية واصلاح ذات البين وتوصف بالأمانه والصدق، لن تتوارى دوما في تقديم المساعده لمن يحتاجها ملتزمة باحكام القران والسنه النبوية وشهامة اهل يافع وكرمهم .
كان والده الفاضل عبدالرحمن بن صلاح لن يترك أسرة أو شخصا يعرفه محتاج للمساعده إلاّ وذهب إليه . 
ورث فقيدنا الراحل عن اباه المرحوم تلك الخصال 
حيث كان فقيدنا شخصية محورية يجتمع حولها الكل ويطمئن لها الجميع.
كانت حياته حافلة بالموُرة والاخوة والتواصل مع الكل.
احبُه كل من عرفه فحينما كان يحل قاسم نجده القاسم المشترك بين جيرانه واصدقاءه وزملاءه ورفقائه بالسفر والعمل . 
كان داعما مساندا للناس والاعمال المجتمعية والخيرية، 
مراقبا ومتابعا بنفسه أين ممكن مد يد العون والمساعده، لم يترك الناس تاتي إليه لتطلب مساعدته، بل كان هو من يذهب إلى من يحتاج مساعدته، أو تحفيزه على مواصلة ما يقوم به، انه الرجل الداعم السخي للحراك الجنوبي، وللشعراء الشعبيين، وللطلاب المتفوقين والمثقفين، اينما وجدوا.
وتخطر بذاكرتي الان ما قاله لي ذات يومُ المثقف والكاتب الاستاذ حسين السيد،رحمه الله. عن فقيدنا، قال لم اجد شخص بصفات قاسم عبدالرحمن كانت يده ممدودة لدعم المحتاجين وحرصه على مؤاساة اصدقائه في كل المناسبات.
وشهادتي للتاريخ هنا اقول لقد كان الفقيد هو الركيزه الاساسية لتأسيس كلية التربية يافع ربما يكون ما اطرحه هنا غير معروف لدى الكثير ... 
انه في العام 1998 تقريبا كنا مجموعة نتحدث عن كيفية تأسيس كلية للتربية بيافع ، والكل مدركين صعوبة الاعتمادات المالية حينها ، كان البحث عن داعمين من تجار يافع ، وقد تم تقدير تكلفة ذلك العمل بحوالي 70 مليون ريال حينها . تعهد المرحوم بانه سوف ينقل الموضوع لرجل الخير الشيخ عمر قاسم العيسائي رحمه الله إذ به وفي فترة وجيزة تمكن من إيصال الأمر والموافقة على تحمل ذلك على نفقة المرحوم عمر قاسم العيسائي.
كان فقيدنا الراحل كبيرا صبورا صامتا متسامحا، عانى الكثير من المظالم التي اطالت كل شرفاء الوطن ومنها ما تعرض له المستثمرين والتجار الجنوبيين، حيث تعرضت بعض املاكه للسطو والسيطره عليها من قبل عصابة 7 يوليو 1994م. 
يذكر انه مات والكثير من ممتلكاته لم تعود إليه...
كان منتظر شروق الشمس على ارضنا من جديد ينبلج منها فجرُ منيرُ تزهو فيه الأرض بحللها الجميلة، يزول منها الهم والقهر والفوضى، ويعود نصاب الحق وتصون دماء الشهداء الابرياء .
رحمة الله تغشاك .
ان لله وان إليه راجعون.