القصة الكاملة لمأساة طفلة سورية غرقت في أنبوب مياه بمصر
الأحد 17 مارس 2019 19:18:07
التهم أنبوب مياه بقرية "بركة" بمركز نجع حمادي في محافظة قنا بجنوب مصر، طفلة سورية تبلغ من العمر 3 سنوات ونصف السنة، على غرار أطفال الكهف بتايلاند، وظلت داخل الأنبوب نحو 9 ساعات قبل أن يتم انتشالها جثة هامدة.
وكانت القصة كالتالي، في الشارع رقم 1 بقرية بركة، كان السوري إيهاب القصير يزور منزله الجديد بالقرية مع زوجته المصرية وابنته الطفلة سارة، وخرجت الطفلة لتلهو مع أطفال آخرين أمام باب المنزل.
توجهت الطفلة نحو فتحة كبيرة لأنبوب مياه مغطى ببعض القش وجلست فوقها معتقدة أنها مغلقة، فتهاوت بها، واختفت بداخلها، وسارع الأطفال لإبلاغ أسرتها بما جرى، وظلوا ينادون عليها دون استجابة.
على الفور هبّ أهالي القرية، وتم إبلاغ قوات الإنقاذ والحماية المدنية بمحافظة قنا، وتشارك الجميع في الحفر وكسر أنبوب المياه وفي كل مرة لا يظهر للطفلة أثر.
وقال حسين الحساني، ابن عم والدة الطفلة لـ"العربية.نت "إن قوات الإنقاذ والأهالي استعانوا بإحدى الشركات الكبرى للبحث عن الطفلة داخل الأنبوب، حيث يبلغ قطره 6 بوصات، وعمقه 30 متراً، مضيفاً أنه كان يتم انتشال أجزاء الأنبوب قطعة قطعة، وإزالة ما أسفله وما يجاوره من كتل طينية دون جدوى.
وأضاف أنه بعد 9 ساعات كاملة وصل المنقذون للطفلة وانتشلوها، لكنها كانت جثة هامدة، مشيراً إلى أن الأنبوب كان ماسورة مياه لبئر ارتوازية بالقرية، وأهمل منذ عشرات السنين، ولم يتم إغلاقه أو إزالته، وظلت فوهته العلوية مفتوحة.
وأشار إلى أن الأهالي كانوا يغلقون فوهة الأنبوب بالقش وبعض الكتل الإسمنتية لكن مع عوامل الزمن والجو كانت تتهالك وتختفي، وسبق وأن سقط فيها بعض الحيوانات، مؤكداً أن قوات الأمن وقوات الإنقاذ بذلت جهودا كبيرة لإنقاذ الطفلة لكنها توفيت إثر اختناقها.
ووالد الطفلة سوري فر من الحرب ببلاده وافتتح مطعماً بقرية الرحمانية المجاورة، وتوفي ابنه قبل عامين في حادث سير بالقرية أيضاً.
من جانبه قال محمد العمدة أحد الأهالي الذي شارك في محاولة إنقاذ الطفلة لـ "العربية.نت" إن قوات الإنقاذ دفعت بأسطوانات أوكسجين في الأنبوب كي تستطيع الطفلة التنفس لحين الوصول إليها وانتشالها، مضيفاً أن المنقذين عثروا عليها في المتر الـ 26 من الأنبوب جثة هامدة.
في سياق متصل، قرر اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا، فتح تحقيق عاجل حول الحادث ومحاسبة المتقاعسين، وكلف رؤساء المدن بوضع حواجز حديدية ولافتات تنبيه لمنع تكرر مثل هذه الحوادث مرة أخرى.