تقرير: 89% من أهالي المدن التابعة للنظام السوري يعيشون في فقر مدقع
الثلاثاء 26 مارس 2019 17:31:31
رغم أن الحرب في سوريا أوشكت على الانتهاء بشكل كامل، لا يزال معظم السوريين يعانون من الفقر والفساد، في حين باتت الحياة أكثر صعوبة في المناطق التابعة للنظام، والتي كان لها نصيب قليل فقط من المعارك الدموية والدمار.
ووفقًا لصحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، فإن ”ما يقارب 89% من السكان المقيمين في سوريا البالغ عددهم نحو 19 مليون نسمة، يعيشون في فقر مدقع ويعتمدون على المساعدات العينية التي تقدمها منظمات الإغاثة الدولية“.
وقالت الصحيفة، في تقرير مطول نشرته الثلاثاء، إنه ”للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب بدأ السكان المقيمون في المناطق التابعة للنظام والتي لم تشهد أعمال عنف كبيرة يعانون من ظروف معيشية صعبة بما فيها العاصمة دمشق”.
وأضافت: ”يقول السكان في هذه المناطق إن الحياة باتت أكثر صعوبة من قبل، ما يعني أنه ليس هناك أي بوادر للتعافي من آثار الحرب التي ضربت الاقتصاد والنسيج الاجتماعي بشكل كبير، وكان لها تأثير شديد على وضع سوريا في المجموعة الدولية“.
ونقلت ”واشنطن بوست“ عن كاتب سوري لم تفصح عن هويته قوله إن ”الحياة باتت لا تحتمل، والناس بالكاد يستطيعون العيش، في حين تتزايد معدلات الفقر باستمرار“.
وأضافت: ”هناك نقص حاد في الوقود وغاز الطبخ والكهرباء بمعظم المناطق، ما زاد من معاناة السكان، في حين عاودت الليرة السورية هبوطها السريع، ما تسبب بارتفاعات جديدة بالأسعار، في الوقت الذي وصلت فيه معدلات الفساد إلى مستويات غير مسبوقة بسبب الحرب“.
ولفتت إلى وجود ”تشاؤم شديد تجاه التوقعات بتدفق الاستثمارات العربية بعد الحرب ومساهمة الصين ودول أخرى في إعادة الإعمار ورفع العقوبات الأمريكية“.
وقال داني مكي – وهو صحفي بريطاني من أصل سوري – إن ”الانتصار العسكري الذي أعلن عنه النظام لم يترجم إلى تحسن في مستوى المعيشة، فنحو 3-4% من السكان يعيشون حياة رفاهية، والحياة بالنسبة للبقية أصبحت كفاحًا صعبًا“.
وقال الممثل السوري أيمن زيدان: ”نعم هناك انتصار عسكري لكن لا معنى له إذا لم نعد نملك الوطن الذي عرفناه من قبل“، بحسب ”واشنطن بوست“.
بينما قالت الممثلة السورية شكران مرتجى: ”تعبنا من الوعود والتعهدات والكلمات المعسولة على التلفزيون والراديو، هل سنسمح لهؤلاء الذين بقوا على قيد الحياة في الحرب أن يموتوا من الفقر والبرد وارتفاع الأسعار“.
فيما نقلت الصحيفة عن كاتب مقيم في دمشق لم تذكر اسمه قوله: ”على الرغم من العقوبات الأمريكية والأوروبية على النظام السوري، إلا أن معظم السكان يحملون النظام مسؤولية ارتفاع الأسعار وانقطاع المواد الأساسية“.
وفي النهاية، نقلت الصحيفة عن مسؤول سوري متقاعد، لم تفصح عن اسمه، قوله ”أنا لا أدعم المعارضة، لكن تبقى هناك شكوك بالنسبة لاستمرارية هذا النظام الذي لم يبدِ حتى الآن أي استعداد لتقديم تنازلات رغم التحديات الكبيرة التي تواجهه، والحقيقة أنها لو كانت لعبة كرة سلة فسيكون هناك فترة استراحة، لكن، هناك شعور عام بأن الحرب لم تنتهِ بعد“.