ماهية نجيب وعيدروس الزُبيدي في مجلس العموم البريطاني

أشرق صباح الخميس، 21 مارس، 2019م على فعالية استثنائية عندما نظم المجلس الانتقالي الجنوبي القيادة المحلية في العاصمة عدن، بالتنسيق مع اتحاد أدباء وكتّاب الجنوب، فرع عدن، ندوة حول رائدة الصحافة النسائية في الجزيرة العربية السيدة ماهية نجيب ودورها في حركة التنوير النسائية، ودارت أعمال الندوة في المكتبة الوطنية بكريتر، وكانت المتحدثة الرئيسية الأستاذة نادرة عبدالقدوس التي ألفت الكتاب الموسوم (ماهية نجيب.. الريادة)، وفي صدارة الحضور كان الأستاذ محمد نجيب سعد أصغر أنجال الراحلة الكبيرة..

الراحلة الكبيرة ماهية محمد عمر جرجرة (ماهية نجيب) من مواليد كريتر يوم 21 نوفمبر 1926م في عدن المعظمة، وكانت وفاتها في مكة المكرمة يوم 28 يوليو 1982م (عن عمر ناهز 56 عاماً)، وما قدمته الراحلة الكبيرة حتى عام 1966م، وكانت في الأربعين من عمرها يوازي ما قدمته نساء عظيمات في مجتمعات متقدمة، خذ على سبيل المثال مصر أو سوريا أو لبنان.

كل مراحل عمر الراحلة الكبيرة اتسمت بالتميز بدءاً من السادسة من عمرها حين لفتت ماهية نظر أخيها الأكبر والأب الروحي لها عبدالرحمن جرجرة بذكائها وحبها للموسيقى والقراءة والرسم وتميزت في سنوات عمرها بخطها الجميل وتميزت بسرعة الحفظ فقد حفظت سبعة أجزاء من القران الكريم وهي لم تتجاوز السادسة من العمر، وكان شقيقها عبدالرحمن يزودها بالكتب والصحف.

اقترنت في ربيعها الخامس عشر بـ “نجيب أحمد علي سعد” من التواهي وهو في ربيعة الثامن عشر، واستمرت العلاقة الزوجية على أفضل حال منذ العام 1941 حتى العام 1954 حيث نكبن ماهية بوفاة زوجها وهو في طريق عودته من لحج في حادث مروري، وكانت قد وضعت أصغر أولادها محمد نجيب في نوفمبر 1953م وترملت يرحمها الله عن ولدين وأربع بنات، وكانت نعم الأم ونعم ربة البيت ونعم الناشطة الاجتماعية ونعم الناشطة الصحفية، ودشنت عملها الصحفي في يناير 1960م بإصدار مجلة “فتاة شمسان” أول مجلة نسوية في الجزيرة العربية، ولا غرابة في ذلك، فقد نشأت في وسط صحفي، فشقيقها عبدالرحمن جرجرة كان رئيس تحرير “النهضة” ثم “اليقظة”، وكان علي محمد لقمان زوج شقيقتها “غالية” رئيساً لتحرير “القلم العدني” ثم “الأخبار”، كما كان محمد علي باشراحيل زوج شقيقتها “سعيدة” (أم هشام وتمام) رئيس تحرير “الأيام”.

شمل نشاط مجلتها كل أركان المجتمع: المرأة، الثقافة، الفن، نشاط المجلسين (التشريعي والبلدي)، الشأن الوطني والقومي والإسلامي وشاركت في المؤتمر الأول لنساء آسيا وأفريقيا في القاهرة، كما مثلت المرأة اليمنية في لندن ضمن وفد إعلامي والتقى هذا الوفد ممثلاً بماهية نجيب بقيادة مجلس العموم البريطاني House of Commons، وشاركت في المؤتمر النسائي العربي في لبنان عام 1962م، وبعد فراغ الأخت نادرة عبدالقدوس من عرض هذه البيانات وقف نجلها محمد نجيب سعد وعقب على ذلك، هنا تأتي المصادفة أن الوالدة ماهية نجيب التقت أعضاء مجلس العموم عام 1961م والتقى الرئيس عيدروس الزبيدي أعضاء المجلس عام 2019م.

في العام 1966م غادر شقيقها عبدالرحمن جرجرة عدن تحت وطأة التهديد والإرهاب، وهددت شقيقته بالمغادرة بعد أخيها فغادرت مكرهة إلى جدة لتعيش في كنف شقيقها وعند وفاتها في 28 يوليو 1982 كانت قد أوصت أن تدفن إلى جانب شقيقها عبدالرحمن في ثرى مكة المكرمة، أما الذين هددوها لا يعرف لهم قبر.. رحم الله عبدالرحمن جرجرة ومحمد علي باشراحيل وعلي محمد لقمان وغالية وسعيدة وماهية جرجرة.. ولا نامت عين للجبناء!!​