واتس هذه الأيام أو من الذي دفع للزمار؟

شبكة التواصل الاجتماعي هذه الأيام عبارة عن زبالات ومياه صرف Sewerage في غالبها حيث تقرأ كلاماً يندى له الجبين وكلها مذيلة بكنيات “أبو أزرق الضالعي” و “أبو أحمر اليافعي” و “أبو بنفسجي العدني” وغير ذلك من الكنيات والمسميات، وبطبيعة الحال ما ينشر في الواتس تقف وراءه أجهزة استخبارية في سياق التضليل على الرأي العام لاسيما وأن التخلف هنا وهناك في بلاد العرب أصبح مرتعاً للمخابرات الأجنبية، والقضية القومية أو القضية القطرية باتت “محلك سر”.

سفاهات وتفاهات الواتس داخل في سياق الفوضى الخلاقة لأن ما يدور في بلادنا وسائر بلاد العرب كلها تصب في مجرى واحد هدفه العرب الذين ضيعتهم المصالح الضيقة وتعدد الولاءات فغابت القيادة وغاب القائد لأن ما من شعب من الشعوب في مختلف مراحل التاريخ ستجدهم وراء قائد واحد والمأساة عندنا على سبيل المثال ناخذها في إخواننا الفلسطينيين الذين تعددت منظماتهم وتعددت قياداتهم وولاءاتهم، وخذ عندنا في الجنوب: القضية واضحة.. المطالب عادلة، إلا أنهم ممزقون وما أحوجهم إلى ممثل واحد.

أعود مرة أخرى للواتس وتفاهاته وقذاراته ممثلة فيما نقرأ كل يوم وتشمئز وأنت تقرأ ذلك الكلام البذيء والشتائم الواطية من أصحابها الواطيين، فعادت بي الذاكرة إلى العدد (521) من مجلة “العربي” الكويتية النهضوية منذ أول إصدار لها في عهد رئيس تحريرها العالم الدكتور أحمد زكي.

العدد المذكور بعاليه والصادر في أبريل 2002م تناول عرضا لكتاب “من الذي دفع للزمار؟”.. الـ “سي.آي.أيه” والحرب الباردة الثقافية، لمؤلفته فرانسيس ستونور سوندرز ويقع الكتاب في 509 صفحات ويكشف أسرار تلاعب السي. آي.إيه
بمقومات الحياة الثقافية والفنية العالمية، والكتاب who paid the piper من الذي دفع للزمار؟ وتخرجت سوندرز من جامعة اكسفورد عام 1987م وعملت منتجة مستقلة للأفلام والوثائقية وأتيح للمؤلفة بأن يقع في يدها حشد رهيب من الأسرار والحقائق والأرقام والوقائع والصفقات والمؤامرات وعمليات التلاعب والخداع.
ومما ورد في هذا الكتاب الدسم بأنه اعتبار من عام 1947م بدأت السي آي إيه في بناء ما يمكن وصفه بأنه كونسورتيوم هائل له مهمة مزدوجة تتفرع إلى عشرات المهام، حيث يتعين عليه تطعيم العالم ضد عدوى الشيوعية وتسهيل تمرير مصالح السياسة الخارجية الأمريكية في الخارج.

يشير كامل يوسف حسين الذي قدم عرضا للكتاب إلى أن عالمنا العربي داخل في حسابات السي آي إيه على امتداد العالم فأجهزة مخابرات من عيار السي آي إيه أو الموساد أو الـ إم. آي - 6” وغيرها من أجهزة أمن برات تنشط على خلفية قاعدة بيانات هائلة وتدخل في أدق تفاصيل المجتمعات.
 وبالمختصر المفيد، إن تلك الأجهزة تديرها عقول كبيرة، ولا عجب في ذلك، فإن اسرائيل تتصدر دول العالم في البحوث والعرب لا نجدهم إلا في آخر القائمة وهذا هو موقعهم الطبيعي.

إن ما يدور وما يعتمل في بلادنا من أحداث وتطورات داخل في مخططات تلك القوى الاستخبارية والقائمة على الفوضى الخلاقة الهادفة إلى ضرب كل مقومات الحياة، وحرب الإبادة على العرب تأتي في المقدمة.
 فكل السفهاء في شبكة التواصل وراءهم أجهزة مخابرات أو أنها هي تلك الأجهزة بكنيات مصطنعة.​