حدث في صنعاء.. اللعب بـ نار الحوثي يحوّل فصلاً دراسيًّا إلى جحيم

الخميس 4 إبريل 2019 21:42:40
حدث في صنعاء.. اللعب بـ" نار الحوثي " يحوّل فصلاً دراسيًّا إلى جحيم
أن يُقصف فصل دراسي من قِبل المليشيات الحوثية على رؤوس ساكنيه من طلاب العلم أمرٌ ربما بات معتاداً، لكنّ القدر كان له سيناريو آخر عندما تحوّل فصلٌ في إحدى مدارس همدان في صنعاء لما أشبه بالجحيم، بانفجار قذيفة مضادة طيران.
أحد الطلاب وهو في طريقه إلى مدرسته في بيت دوة، عثر على قذيفة مضادة طيران من مخلفات مليشيا الحوثي الموالية لإيران، ظنّ أنّه بإمكانه أن يلهو بها مع زملائه، لكنّ اللهو كان لهباً أليماً.
أثناء لعب الطالب بالقذيفة ضربها على الماسة، فانفجرت على الفور، وتحوّل الفصل إلى جحيم من النيران، حيث ثلاثة أطفال وأصيب 14 آخرين، بينهم الطالب الذي كان يلعب بالقذيفة التي أدت إلى قطع يده من المفصل.
مصادر محلية، بيّنت أنّ القذيفة كانت من مخلفات الحرب الحوثية التي كانت تستخدمها كذخيرة خاصة بمضادات الطيران، وتطلقها بشكل عشوائي في سماء صنعاء ومحيطها.
ويُنظر إلى مخلفات الحرب الحوثية، لا سيّما الألغام، بأنّ حربٌ طويلة الأمد تستهدف المدنيين وتكبّدهم الثمن الأكثر فداحةً منذ أن أشعل الانقلابيون حربهم العبثية في البلاد، ويرجع ذلك إلى العدد الهائل من الألغام المرزعة والتي حوّلت اليمن إلى بلد المليون لغم
واستنزفت الألغام، التي يزرعها الحوثيون بأشكال وأحجام متنوعة، حياة الآلاف، حيث بلغت حتى نهاية العام الماضي 900 قتيل ونحو 10 آلاف جريح، معظمهم نساء وأطفال، في مختلف المحافظات.
ودأبت المليشيات الحوثية، على توسيع زراعة الألغام وتلغيم كل منطقة يمنية يتمكنون من احتلالها كوسيلة فعالة لإبادة اليمنيين وتقييد حركتهم وتعطيل حياتهم وجعلهم مكبلون بخطر الموت المتربص بهم.
وبحسب تقارير، فإنّ الدعم المقدم من إيران وحزب الله الإرهابي منح مليشيا الحوثي قدرة على تصنيع مئات الأشكال من الألغام، محلية الصنع، لمجسمات تضاهي أشياء طبيعة، وتماثل بعضها الصخور وحتى ألعاب الأطفال ومواد البناء، وتشكل في مجملها خطراً بالغاً ضد المدنيين وتعمل بدواسات فردية وحرارية مرتجلة.
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود"، أصدرت تقريراً بعنوان "الناس في اليمن محاصرون بالألغام"، قالت فيه إنّ مليشيا الحوثي زرعت آلاف الألغام والعبوات المتفجرة بين الطرقات والحقول في الحديدة، وأكدت أنّ الضحايا الرئيسيين الذين طالتهم هذه الألغام لم يكونوا سوى المدنيين الذين تعرضوا للقتل أو فقدان الأطراف أو التشوهات التي ستبقى تلازمهم مدى الحياة، كما أشارت إلى أن الجيش اليمني قام خلال الفترة بين 2016 و2018 بنزع 300 ألف لغم.
كما اتهمت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، المليشيات باستخدام ألغام أرضية مضادة للأفراد محظورة أدت إلى مقتل وتشويه مئات المدنيين وأعاقت عودة النازحين إلى منازلهم، واعتبرت استخدام الحوثيين للألغام الأرضية المضادة للأفراد جرائم حرب وانتهاك لقوانينها.