مؤشرات حول ضلوع إيران في الهجوم على 4 سفن إماراتية
أثار إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة، الأحد، عن تعرض سفن تجارية، لعمليات تخريب في منطقتها الاقتصادية، المحاذية لمياهها الإقليمية، تساؤلات عن الجهة التي تقف وراء العملية، وسط مؤشرات على ضلوع إيران في هذا الهجوم غير المسبوق.
وفي وقت سابق اليوم قالت وزارة الخارجية الإماراتية إن أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات تعرضت لعمليات تخريبية بالقرب من المياه الإقليمية للدولة، باتجاه الساحل الشرقي بالقرب من إمارة الفجيرة وبالقرب من المياه الإقليمية، وفي المياه الاقتصادية لدولة الإمارات.
المتهم الأول
وفي ظل التوترات الجيوسياسية، التي تشهدها المنطقة، وتلويح إيران بإعاقة تدفق النفط، ردًا على العقوبات الأمريكية، تبدو طهران ضالعة في الحادث، الذي ستكون له تداعيات خطيرة لحساسية المنطقة.
ورغم أن الإمارات لم توجه أي اتهام رسمي بخصوص الحادث حتى الآن، إلا أن مراقبين يرصدون جملة من المؤشرات تثبت ضلوع طهران.
وكان لافتًا أن الإعلام الإيراني كان أول من تناقل أنباء حدوث انفجارات قرب ميناء الفجيرة وهو ما يكشف دور طهران المحتمل في تدبير الاعتداء الذي وقع في مياه خليج عمان.
وعلق رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشة، على الحادث عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلًا: ”انفجارات الفجيرة أثبتت أن أمن الضفة الجنوبية من الخليج الفارسي هش“.
ومع أن الإمارات اكتفت بالإشارة إلى أن السفن تجارية ولم تحدد ما إذا كانت ناقلات نفط، فإن أي عمل يستهدف الملاحة سيكون له تأثير على أسواق الطاقة باعتبار أن حوالي ربع إنتاج العالم من الخام يمر من المنطقة.
ويشير المتابعون كذلك إلى تقارير استخباراتية غربية تحدثت مؤخرًا عن تحركات إيرانية مريبة بينها تجهيز صواريخ قصيرة المدى جاهزة للاستخدام، على ظهر قوارب، تجوب المياه القريبة من دول الخليج، الأمر الذي يدل على تبييت النية الإيرانية، لعمل ما، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى تعزيز تواجدها العسكري في المنطقة.
وبالإضافة للمؤشرات السابقة، يؤكد هؤلاء أن ”الجماعات التي تستطيع القيام منفردة بأعمال من هذا القبيل قليلة جدًا الآن، وقد لاتكون موجودة، كما أنه يشبه أساليب إيران، التي تفضل دائمًا العمل في الخفاء، مثل ما تفعل العصابات، تجنبًا لمواجهة قد تكون مكلفة لبلد يعاني من حصار دولي خانق ووضع داخلي هش“.
تكاليف كبيرة
ويقول محللون إن ”ثبوت ضلوع النظام الإيراني في الحادث، إن حصل، فسيشكل نقلة نوعية في الصراع، وحتى الدول التي تبدي بعض الليونة تجاه طهران، لن تستسيغ رعايتها لعمليات قرصنة وتخريب في منطقة تمثل شريان طاقة العالم“.
ويضيفون أن ”طهران ستعمل بكل الوسائل على إخفاء أي دور لها في الحادث، لأن ثبوته سيجعلها تدفع تكاليف سياسية واقتصادية، وربما أمنية، ليست مستعدة موضوعيًا لتحملها، وستجعل دائرة المتعاطفين معها تنكمش بشكل كبير“.