الحوثيون وأطفال الجوف.. صواريخ كاتيوشا تخترق صدور ملائكة الله

السبت 18 مايو 2019 19:46:10
الحوثيون وأطفال الجوف.. صواريخ كاتيوشا تخترق صدور "ملائكة الله"

على مدار خمس سنوات، تكبّد أطفال اليمن ثمناً فادحاً جرّاء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية، مسجلةً أرقاماً مهولة في ضحايا القتل والاختطاف والتجنيد.

تقارير حقوقية صدرت حديثاً أنّ الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق أطفال محافظة الجوف سقط ضحيتها 77 طفلاً العام الماضي والربع الأول من العام الجاري، وذلك بحسب إحصائية تم جمعها من قبل فريق منظمة الجوف للحريات وحقوق الإنسان.

وأضاف عذبان أنّ الاستهداف المباشر للمليشيات بصواريخ الكاتيوشا راح ضحيتها أكثر من 43 طفلا، فيما تسببت الألغام التي زرعتها الميليشيات بسقوط 34 طفلاً منهم أكثر من 23 حالة وفاة.

الأمم المتحدة كانت قد أحصت الحصيلة الأكثر بشاعة منذ اندلاع الحرب في اليمن، فللعام الخامس على التوالي يواصل الأطفال دفْع الثمن الأكثر كلفةً وبشاعة، دون أن تتوقف مليشيا الحوثي الانقلابية عن العبث الذي صنعته والإرهاب الذي أجادت فيه.

مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، أبلغت مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، بأنَّه تمّ التحقُّق من مقتل 7300 طفل منذ بدء الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.

"فور" حذَّرت خلال جلسة للمجلس، من أنّ القتال ما يزال مستعرًا في 30 منطقة نزاع نشطة تضم حوالي 1,2 مليون طفل، وأضافت: "منذ بدء القتال قبل أربع سنوات، قُتل 7300 طفل، وهذه أرقام تحققنا منها، والأرقام الفعلية هي بلا شك أعلى".

وأضافت: "كل يوم يتم قتل أو إصابة أو تجنيد ثمانية أطفال آخرين في القتال، وكل 10 دقائق، يموت طفل آخر؛ نتيجة سبب يمكن الوقاية منه، مثل نقص الغذاء".

وقالت إنّ "الأمم المتحدة تحققت من تجنيد واستخدام أكثر من آلاف طفل من قبل طرفي النزاع، مؤكّدةً أنّ هذا الأمر انتهاك صارخ وسافر للقانون الدولي.

وأوضحت أنهّ في حين استمر وقف إطلاق النار متماسكا إلى حد كبير في (محافظة) الحديدة (غرب)، تشهد مناطق أخرى تصاعدًا في العنف، وأصبحت مستشفيات وعيادات وشبكات مياه في حالة خراب كامل".

ودعت مديرة "يونيسف" الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى "التحدث بصوت واحد لحماية أطفال اليمن ووقف الانتهاكات الجسيمة بحقهم"، وحثت على فتح الأبواب أمام وصول إنساني فوري وطويل الأجل، والسماح لأيام من الهدوء لتطعيم الأطفال ومساعدتهم، وقالت: "إن لم نتمكن من الوصول إليهم، فلن نتمكن من إبقائهم على قيد الحياة".

واختتمت فور إفادتها قائلة لأعضاء المجلس: "خمسة عشر مليون طفل في اليمن يطلبون منكم إنقاذ حياتهم، الرجاء مساعدتهم.. إنهم فقط يطلبون السلام".

مليشيا الحوثي مارست أبشع صور انتهاك الأعراف والاتفاقيات الدولية وقوانين حماية الطفل، وهي تقوم بتجنيد الأطفال، والزج بهم في أتون المعارك، حارمةً إياهم من مقاعد الدراسة، ومغتالة براءتهم وعمرهم النضر، خدمة لأهدافها التي أحرقت اليمن، وجوّعت أهله، وذهبت بأمنه.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد حمّلت الحوثيين قبل أيام، مسؤولية مقتل 15 طفلاً في صنعاء، إثر انفجار مستودع متفجرات.

وقالت المنظمة إنّ الحوثيين قاموا بتخزين مواد متفجرة في مستودع بأحد المناطق السكنية ما أسفر عن مقتل 15 طفلاً على الأقل، إثر انفجار المستودع في شهر أبريل الماضي.

ونقل البيان عن بيل فان إسفلد باحث أول في مجال حقوق الطفل في "هيومن رايتس ووتش"، قوله: "أدَّى قرار الحوثيين بتخزين مواد متفجرة قرب المنازل والمدارس، رغم الخطر المتوقع أن يصيب المدنيين، إلى مقتل وإصابة العشرات من أطفال المدارس والبالغين".

وليست هذه المرة الأولى التي يرتكب فيها الحوثيون جرائم بحق الأطفال، حيث عمدت المليشيات على تجنيد الأطفال، في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الطفل.

وأفادت مصادر عسكرية، في مارس الماضي، إنّ المليشيات الحوثية أنشأت أربعة معسكرات لتدريب الأطفال والمختطفين من محافظات الحديدة وريمة والمحويت وصنعاء وذمار.

وهذه المعسكرات تخضع لإشراف خبراء من إيران ومليشيات حزب الله اللبناني، وهي من المعسكرات الحديثة السرية التي نقلت إليها أسلحة متطورة وقواعد إطلاق صواريخ.

ويقع المعسكر الأول في مزارع منطقة العرج بمديرية الضحى شمال الحديدة، ويجري فيه تدريب قوات بحرية يطلق عليها الضفادع مهمتها تفخيخ الممرات البحرية والسواحل وصناعة الزوارق المفخخة، كما توجد فيها مخازن للصواريخ البحرية وصواريخ سكود مع قواعدها التي نهبتها من مخازن الجيش عقب الانقلاب.

ويقع المعسكر الثاني في مزارع منطقة عبال بمديرية باجل، وهو معسكر مشاة لتدريب الأطفال القادمين من المحويت وذمار وصنعاء وريمة، ويضم مخازن أسلحة وقاعدة إطلاق صواريخ، ويشرف عليه رئيس جهاز الاستخبارات أبو علي الحاكم.

ويحوي المعسكر على غرفة عمليات وجمع معلومات، إلى جانب خبراء حزب الله.

ويقع المعسكر الثالث في محمية برع وهو من المعسكرات الجديدة التي أنشأها الحوثيون عقب إطلاق معركة الساحل الغربي، ويجري فيه تدريب الأطفال من مختلف مديريات الحديدة، وبه قاعدة إطلاق صواريخ ومخازن أسلحة وصواريخ جرى نقلها من معسكرات الحديدة تخوفاً من أي تقدم للجيش الوطني العام الماضي.

فيما يقع المعسكر الرابع في شارع المواصلات الذي استحدث الأحواش والهناجر التابعة للمواصلات الممتدة من خلف المبنى وحتى جوار مستشفى العلفي وسط الأحياء. حيث أشارت المصادر العسكرية بأنه معسكر متقدم يجري نقل الأطفال والمسلحين إليه من معسكرات أخرى لتعزيز الجبهات في الداخل.

وتهدف إنشاء المعسكرات إلى تدريب الأطفال على عمليات التفخيخ والقتال حسب نفس الصادر.