ابتزاز المليشيات والمخابز المُعطّلة.. أفران الحوثي تحرق البطون الخاوية

الأحد 19 مايو 2019 00:42:19
ابتزاز المليشيات والمخابز المُعطّلة.. أفران الحوثي تحرق البطون الخاوية

تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية، تعميق الأزمة الإنسانية مع أيام شهر رمضان الكريم، ملقيةٍ بملايين المدنيين في بئر عميقة من المآسي الحياتية، حيث انضم "الخبز" إلى تلك المعاناة اليومية.

المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، لا سيّما صنعاء، تشهد أزمة خانقة في الحصول على الخبز في ظل استمرار ملاك المخابز والأفران في تنفيذ إضرابهم المفتوح رفضاً لعمليات الابتزاز والإتاوات التي تفرضها المليشيات منذ مطلع شهر رمضان.

مواطنون في صنعاء أبلغوا صحيفة "الاتحاد" الإماراتية إنّ معظم الأفران والمخابز في العاصمة أغلقت أبوابها منذ مطلع رمضان، ما تسبب في نقص المعروض من الخبر والطعام عموماً، مشيرين إلى أنّهم يجدون صعوبة بالغة في الحصول على الخبز خاصة مع تدهور الأوضاع المعيشية في الشهر الكريم.

أزمة الخبز ونقص الطعام تتزامن مع أزمات أخرى تندلع في المحروقات النفطية والغاز المنزلي وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، في ظل أعمال الابتزاز التي تمارسها مليشيا الحوثي.

ورصد "المشهد العربي" عودة أزمة المشتقات النفطية تطرق أبواب المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، ما يكبّد آلاف الناس ظروفاً حياتية مأساوية.

وتشهد صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الانقلابية في هذه الأيام، طوابير طويلة من السيارات والمركبات أمام محطات تعبئة الوقود المغلقة، وهي الثانية منذ بدء شهر رمضان.

أحد السائقين في صنعاء قال إنّ الأزمة يمكن أن تنعكس على ارتفاع أسعار كل المنتجات والسلع الغذائية والخدمات، ما يزيد الحمل على المواطنين، الذين باتوا على شفى المجاعة.

السائق، الذي طلب عدم الكشف عن هويته حرصًا على سلامته، اتهم قيادات حوثية بالوقوف خلف هذه الأزمة بهدف الحصول على عائدات كبيرة من بيع المشتقات النفطية في السوق السوداء.

فيما أوضح سائق آخر أنّ أزمة المشتقات النفطية بدأت مع إغلاق محطات تعبئة الوقود بشكل مفاجئ، وتشكل طوابير طويلة من السيارات أمامها، مقابل انتعاش حركة السوق السوداء لبيع المشتقات النفطية.

وأكد أنّ البنزين الذي كان بسيارته انتهى مع اقتراب فجر أمس الخميس، ليصطف مع مئات السيارات في إحدى المحطات بشارع الستين، وحتى صباح اليوم لم يحصل على شيء ولا تزال المحطة مغلقة.

وتتعمّد المليشيات الحوثية تأزيم الأوضاع الإنسانية على النحو الذي يضاعف من معاناة المدنيين ويطيل أمد الأزمة لأبعد حد ممكن.

وفي العام الخامس للحرب، يظل تجويع المدنيين السلاح الأكثر بشاعةً الذي تستخدمه مليشيا الحوثي الانقلابية لإطالة أمد الأزمة إلى أقصى أمد ممكن، بغية تحقيق مصالحها السياسية والعسكرية.

واتهم التحالف العربي، مليشيا الحوثي باستهداف مطاحن البحر الأحمر في الحديدة بالسلاح الناري من أجل تجويع الشعب، مؤكداً أنّ المليشيات لا تزال تراوغ وتماطل في موضوع تطبيق اتفاق استوكهولم، وتتخذ الاتفاق ذريعة لكسب الوقت ونقل المقاتلين والتعزيزات من وإلى الحديدة.

العقيد ركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف قال إنَّ القوات المشتركة والجيش يعتمدون ضبط النفس التكتيكي إزاء الانتهاكات الحوثية لاتفاق استوكهولم من أجل إنجاح جهود المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث، ورئيس لجنة إعادة الانتشار في الحديدة الجنرال مايكل لوليسجارد.

وأشار المالكي إلى أنّ المليشيات حاولت خلال الفترة الماضية المراوغة وكسب الوقت ونقل المقاتلين والتعزيزات من الحديدة وإليها، وقال: "لقد حاولوا إجبار التحالف على عمل عسكري من خلال إطلاق الصواريخ الباليستية، لكننا نعتمد ضبط النفس التكتيكي مع الحكومة لإنجاح جهود المبعوث الأممي".

مليشيا الحوثي اسقبلت شهر رمضان لهذا العام بإتباع سياسة تجويع المدنيين، عبر افتعال أزمات إنسانية مختلفة بمناطق سيطرتها، وذلك وسط اختفاء مفاجئ لمادتي البنزين والغاز المنزلي، بالإضافة إلى ارتفاع مهول لأسعار السلع الأساسية التي يتسابق الناس عليها قبيل حلول الشهر المبارك.