بلال الوافي والإرهاب الإخواني.. الجماعة ترجع إلى الخلف
"عندما يقبع بلال الوافي في زنزانته، سينظر إلى جدرانها متجهماً، سيغرّد حوله سربٌ من الأسئلة دون أن تطوف حوله الإجابات، سيقول: لقد قتلتُ، روّعتُ، سرقتُ، بطشتُ، كل هذا من أجل الإخوان، من أجل الجماعة، فهل هذا هو الجزاء؟".
بشكل أثار الكثير من الريبة والمزيد من الحيرة، أعلن محور تعز العسكري اليوم السبت، القبض على بلال الوافي، ذلك الإرهابي المصنّف بأنّه أحد أخطر عناصر التطرُّف.
قد يبدو الأمرُ في ظاهره إيجابياً، فالقبض على إرهابي خطير أمرٌ كفيلٌ بأن يبعث على راحة واطمئنان في مجتمعٍ ما، إلا أنّ حالة "الوافي" مغايرة تماماً، فهذا الرجل الذي تربّى على أموال الإخوان، ونشأ على أفكار الجماعة، وترعرع تحت قيادة المتطرفين، وخدم كثيراً أجندات "الإخوان" وارتكب من أجلهم الكثير من العمليات الإرهابية، ألقت الجماعة القبض عليه.
"محور تعز" - الإخوانيُّ أفكاراً وأفراداً - تباهى بالقبض على هذا الإرهابي الخطير، في محاولة تهدف في المقام الأول إلى غسل يد الجماعة التي يراها كثيرون ملوثة بالدماء، وتبييض سمعتها التي غرقت في بئرٍ عميقة من الإرهاب والعنف والتطرف.
"بلال الوافي" - المكنى بـ"أبو الوليد" - مدرجٌ بالقائمتين الأمريكية والخليجية للعناصر الإرهابية، وقد أفادت مصادر "المشهد العربي" بأنّه نجل القيادي الإخواني علي الوافي رئيس الدائرة الاقتصادية في حزب الإصلاح.
تقارير صحفية بيّنت أنّ بلال الوافي يملك سجلاً إرهابياً رغم أنه لم يتجاوز العقد الرابع من العمر، وقد انخرط في صفوف الجماعات الإرهابية منذ العام 2011 وقاتل في صفوف تنظيم القاعدة الإرهابي بمحافظة أبين، واستهدف عشرات الدوريات الأمنية، وهو ضالع في تفجير أسفر عن مقتل 80 جندياً بصنعاء في 2012.
وفي العامين الماضيين، نفّذ الإرهابي الوافي عدداً من عمليات الاغتيالات التي شهدتها مدينة تعز، وطالت شخصيات عسكرية وأمنية وأحد موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
يُفهم أن تساق الكثير من التساؤلات عن سبب إقدام جماعة الإخوان للقبض على أحد كوادرها وعناصر إرهابها الرئيسيين، ويبدو أنّ التطورات المتلاحقة في المنطقة برمتها تقدم إجابات شافية وافية عما حدث.
الجماعة الإرهابية حاولت من خلال هذا الأمر غسل يديها المتسخة بالإرهاب، زاعمةً أنّها تحارب التطرف وتلاحق عناصره، بينما هي في الحقيقة "ثعبان متطرف" تصبغ لدغاتها بلون الدم والإرهاب.
ويبدو أنّ التوجّه الأمريكي بتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، قد زاد الضغط عليها بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وقادها إلى محاولة اتخاذ بعض الإجراءات، تغسل بها جانباً من جرائمها، يندرج من بينها القبض على أحد كوادرها.
بالتزامن مع هذه الخطوة "الإخوانية"، شاركت كتائبها الإلكترونية في حملة منظمة، قامت بالإثناء على مثل هذه الخطوة مدعية أنّ "الإصلاح" يحارب الإرهاب، محاوِلةً بكل ما أوتيت من قوة أن تبعد أي التصاق بين الوافي وجماعة الإخوان، إلا أنّ التاريخ الدموي لهذا العنصر الإرهابي شديد الخطورة قد فضح توجُّهات الإخوان ومؤامرتها.
ما جرى هذه المرة لا يراه المراقبون لنشاط "الإخوان" أمراً جديداً، فالجماعة الإرهابية في مناطق وجودها ترقص دائماً على كل الحبال، على النحو الذي يُحقّق مصالحها، تارةً تصنع إرهاباً، وأخرى تدعي محاربته، تاركةً اليمن في مستنقع صبغته الجماعة التي تحمل شعار الدين زيفاً بلون الدم.